223

وكان بايي «9» بن سعيد- أحد أعيان الجيل وشجعانهم «10» - مقيما عند الأستندارية «1» في طوائف من أضرابه، مشايعا لهم في ظاهر الأمر، وناظرا «2» إلى موالاة شمس المعالي «3» من نقاب السر. واتفق أن نصر بن الحسن «4» بن فيروزان «5» لفظته الإضافة بناحية الديلم إلى حدود الأستندارية، فطمع في مغالبتهم عليها، [125 ب] ومزاحمتهم فيها، فقذف من جمرات أنيابها بمن طرده عنها، وقبض على خاله أبي الفضل اصبهبذ كلار «6»، فسجن إلى أن دفن.

ومايل بعد ذلك بايي بن سعيد نصرا، فتساعدا على قصد آمل، وبها أبو العباس الحاجب في زهاء ألفين من عسكر الري، فأجلياه عنها هزيما تقفوه الصفاح، وهشيما تذروه الرياح. وطير بايي بن سعيد عند ذلك كتبه إلى شمس المعالي بذكر «7» الفتح الذي أتيح له على شعار موالاته، واستشعار طاعته وممالأته، وإظهار التنصح باستطلاع راياته.

ففصل عن نيسابور سائرا نحو جرجان «8». وتحيز بايي بن سعيد عن مضامة نصر إلى استراباذ مجاهرا بشعار صاحبه. وتجمع إليه من أبناء الجيل من كان يسلك شعب هواه، ويستلم ركن طاعته ورضاه. وكتب شمس المعالي إلى الاصبهبذ بالانضمام إلى بايي، وجمع اليد إلى يده فيما قدم وأخر، والشد على عضده فيما أورد وأصدر، ففعل ما أمر.

مخ ۲۳۱