207

ولما فتح الله رتاجها، ويسر له انفراجها، عزم على قصد خلف، وحسم [116 ب] دائه، وكفاية الخاصة والعامة عوادي مكره ودهائه، وهو يومئذ في حصار الطاق، ومن صفته أنه ذو سبعة أسوار رفيعة الجدران، منيعة البنيان، وثيقة الأركان، يحيط «5» بها خندق بعيد القعر، فسيح العرض «6»، منيع المخاض، لا يعبر إلا من طريق [واحد في] «7» مضيق على جسر يطرح عند الحاجة، ويرفع عند «8» الاستغناء عنه. فعسكر السلطان حواليه، محيطا به من جوانبه إحاطة المحيط بنقطة المركز. وجعل يستقرى ء بالرأي وجه الحيلة، في طم ذلك الخندق وكبسه، ليستدف «9» على الفارس والراجل خوضه وعبوره. وكانت حوالي معسكره «10» منابت أثل وطرفاء «11» ذوات احتفاف والتفاف، ففرض على أهل عسكره خاصتهم وعامتهم، راجلهم وفارسهم، عضد ما يمكنهم «1» عضده منها، أضغاثا «2» وحزما تلقم عرض الخندق، ليستتب ظهر المجال والمخترق.

وبادر الناس إليه، فلم تشرف شمس النهار على التكبيد، حتى أعرض عرض المخاضة من جانب باب الحصار للركوب، وثار «3» إليه عند ذلك الخيول، وتبعتها الفيول.

مخ ۲۱۵