فظلت رحى الحرب تعركهم بثفالها «8»، وتدور عليهم بأثقالها، إلى أن رمت الشمس بجمرات الظهيرة، وقد لاذ بالأمان من سبق وعده، وطلع بالإقبال سعده. وعندها حمل الأمير سيف الدولة بنفسه، فتداعت الزحوف، وتخالطت «9» الصفوف، وخطبت على منابر الرقاب السيوف. وثارت عجاجة أخذت العيون عن الأشباح، وأذهلت النفوس عن الأرواح، ونثرت الأعناق بأيدي الصفاح، وأقعصت «1» الحماة من وقع السلاح، وظلت سنابك الخيول تردي على جثث النفوس، وتلعب بأكر «2» الرؤوس.
تجري الجياد من القتلى على جبل ... ومن دمائهم يرحضن في وحل [84 ب]
ومن جماجمهم يصعدن في نشز «3» ... ومن ذوائبهم يقمصن في شكل «4»
فلم ينشب أن أسفر قتامها عن مساقط أبدان تحت أبدان، وأجسام فوق هام. وهام الآخرون على وجوههم يمسحون طول الأرض خوفا من حر العقاب ومر الحساب.
وانحاز إسماعيل إلى قلعة غزنة متحصنا بها في العاجل من مس الطلب، إلى أن تلطف له الأمير سيف الدولة فاستنزله على أمان وحسن ضمان، وجاوره بمعروف وإحسان.
ذكر ما جرى بين أبي القاسم السيمجوري وبكتوزون بعد ذلك
مخ ۱۵۸