146

ولما ورد على الأمير سيف الدولة نعي أبيه، وقضى أيام المصيبة فيه، بادر بالكتاب إلى أخيه إسماعيل بغزنة «6» في التعزية عن عارض الرزية، وأتبعه بأبي الحسين الحمولي «7» في إذكاره بحق الكبر «8»، وما يجب له بحكم الزعامة على أهل البيت، وتعريفه أنه منه بمنزلة العين الباصرة أو أعز، واليد الباطشة أو أمز «1»، وأنه سيبلغ في أمره كل ما يهواه ويرضاه، ويتعلق به مناه. وأن الأمير سبكتكين إنما أفرده بالوصية لإعجال المنية إياه [82 أ] عن وضعها منه موضع الاستحقاق للضرورة العارضة من بعد المسافة وتقاذف الشقة، وأن الرأي فيما يهتز له من توفيته حكم الرئاسة، ومشاطرته الإرث من ذخائر الإمارة «2»، وإفراده بغزنة التي هي وكر عشيرته وحامته، ومعشش خاصته وعامته، على أن يحفظ عليه مكانه من بلخ وما يليها، أو ينقله إلى نيسابور، على ما كان يدبره من أعمالها ونواحيها.

فاستشعر إسماعيل ما كتب الله عليه من النكبة في أيامه حتى كأنه يراه رأي العيان، ويدرس عليه كتاب البرهان. فلم يزده إلا على الإباء والالتواء، وتعريض تلك الأموال للإتواء «3».

مخ ۱۵۴