یهود په لومړنیو تمدنونو کې
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
ژانرونه
وجزيرة سيناء، إذ كانت بالحقيقة فقيرة جديبة إلى الغاية، لم تصلح لإعاشة أهل البدو أيضا، فتوجه بنو إسرائيل إلى الشمال وحاولوا دخول أراضي الشعوب الكنعانية الصغيرة، وهم لما دنوا من هذه الأراضي بهرهم خصبها، فاشتعلت نيران الحسد في قلوبهم.
وتلك هي حال غنى البلاد المجاورة للأردن في ذلك الحين، ولم تلبث الرعاة التائهة التي خرجت من جزيرة العرب طلبا للمراعي أن استقرت بها، تاركة طبائعها الرعائية لتكون زمرا زراعية.
وعانى العبريون مثل هذا التطور، فتحولوا من أناس بدويين إلى أناس حضريين عندما رسخت أقدامهم في تلك الأراضي التي كانت محط أحلامهم، في أرض الميعاد، تلك التي طمعوا فيها غلاظا مدة طويلة.
ولم يكن هنالك فتح بالمعنى الصحيح على الرغم من أقاصيص مؤرخيهم المملوءة انتفاخا، ومن تعداد الانتصارات وتقتيل الأهالي وانهيار أسوار أريحا بالنقر في النواقير، ووقف يوشع للشمس إمعانا في الذبح.
أجل، فتح بعض الضياع عنوة، ويفسر انقسام العشائر الكنعانية الكبير حقيقة النجاح الذي ناله بنو إسرائيل القليلو الذوق والضعيفو الأهلية للحرب والسيئو السلاح، غير أن استقرار العبريين بفلسطين تم بالتدريج على ما نرى، فالعبريون قضوا زمنا طويلا ليكون لهم سلطان ضئيل في فلسطين لا أن يكونوا سادتها.
والعبريون إذ كانوا منقسمين كالكنعانيين إلى عدة عشائر تسمى أهمها بأبناء يعقوب رمزا إلى الأسباط، فلم يتفقوا فيها بينهم حتى على إكمال الفتح.
ومضى جميع دور القضاة الذي عد دور بطولة العبريين التاريخي في القتال الجزئي بجماعات صغيرة؛ وذلك بأن تدافع كل جماعة بمشقة عما استولت عليه من قطعة أرض.
وذلك النوع من القتال بين الزراع الرعاة وبين الحضريين والبدويين مما هو معروف جيدا، وهو لا يزال يحدث اليوم في سورية والجزائر وفي كل مكان تتجلى فيه طبائع الساميين التي لم يقدر الزمن على تغييرها.
وما يقع أحيانا أن يكتفي البدوي بغزو البلاد الزراعية، فإذا ما أنزل ضربته وحمل خيله وجماله ما غنمه لاذ بالفرار وأوغل في الصحراء وتوارى فيها، ولكن الذي يقع في الغالب هو أن يميل إلى حياة الزراع المطمئنة المنتظمة، فينساب بينهم ويقيم عندهم قهرا، فإذا مضى دور الخصام رضي به جيرانه واختلط بهم.
ولم يكن غير ذلك غزو بني إسرائيل لفلسطين، وذلك مع الفارق القائل إن عدد بني إسرائيل واحتياجاتهم وبؤسهم في مصر وحرمانهم الهائل في التيه مما جمع بينهم وأقنطهم، فصاروا كقطيع من الذئاب الهزيلة التي دفعها الجوع إلى الاقتراب حتى من المدن.
ناپیژندل شوی مخ