فقالت: لا تأكل إلا مثلما تريد، كلامها كله بلا طعمه، حديثها طق حنك، أثقل من المرسنك، لا تشاورني بشيء كأني كلبة، ما افتكرت بنت الحرام أني أنا صاحبة البيت.
فقلت لها: الدنيا أدوار، راح دورك يا جميلة.
فاحتدمت لسماعها: «راح دورك.» كانت قاعدة فوقفت واندفعت في حديثها، تارة تهجم علي فتضع أصابعها في وجهي، وأحيانا تتأخر كالهر، وأخيرا قالت: «ابني يحب امرأته أكثر من أمه، ولد ناكر الجميل، قال المثل: الدنيا أم، المثل كذاب، الدنيا مرأة.»
فقلت لها: لا توروري، راح دورك يا جميلة.
فصرخت كالمجنونة: وعن قريب يروح دورك. وانفتلت غضبانة وسفقت الباب خلفها، وسمعتها تقول: «من يقص من جلد غيره يوسع، كلهم في الهوى سوا، الناس مع الواقف.»
وصرخ الولد حين استحال عليه فتح الباب، فعادت وشفتاها ترقصان «التشارلستون»، ونتشته نتشا وقالت وهي تعض شفتها السفلى: «القرود تسحب روح أمك.»
فاستوقفتها لأقول لها: ابنك يموت يا أم لطوف، صار مثل المسلول. ولكنها لم تقف فرشقتها بما قلت رشقا، فهرولت وهي تقول: «البغل موته أستر له.»
وكان لطوف في جهد جهيد من حياته مع أمه وزوجته، كان دائما صامتا كالسمكة لا يبدي ولا يعيد، يروز مشكلته ولا يهتدي إلى أهون الشرين.
وكانت معركة فاصلة بين الحماة وكنتها، فصوب لطوف مسدسه إلى رأسه متهددا، فصرخت أمه وتعلقت بيده، فانطلق المسدس وبقر البطن الذي حمله تسعة أشهر، فانحلت عقدة الرواية هكذا: الأم في القبر، والابن مات في الحبس، وصارت المرأة تحت رجل آخر.
وجه غريب
ناپیژندل شوی مخ