فقال أبرهة هادئا: لقاء بديع في مثل هذا اليوم السعيد.
فسكتت ريحانة وقالت في سرها: سعيد حقا؟
ولكنها لم تنطق.
ومضى أبرهة قائلا: أأنت غاضبة؟ لقد رأيت ذلك منذ كنا في القليس. أأغضبك شيء؟ أهكذا تغضبين كلما رأيت مني انشراحا؟
فقالت في حنق: إنها القسوة التي أعرفها.
فقال في دهشة: قسوتي أنا؟
فقالت: قسوة من إذن؟ هذه الضحكة التي تتعمد أن تسخر بها من آلامي، تقطع ضاحكا، وتطعن ضاحكا، وتسوق ضحاياك إلى الموت ضاحكا.
فقال أبرهة في نغمة عتاب: كل هذا؟ كأنها أصداء قديمة.
فقالت: بل متجددة، تجددها دائما.
فقال: أهو الماضي مرة أخرى؟ أما يختفي ذلك الماضي ويندثر حيث مضى؟
ناپیژندل شوی مخ