Worship in Islam and Its Impact on Reforming Society
العبادات في الإسلام وأثرها في إصلاح المجتمع
خپرندوی
الجامعة الإسلامية
د ایډیشن شمېره
السنة العاشرة،العدد الأول
د چاپ کال
جمادى الأخرة ١٣٩٧هـ مايو - يونية ١٩٧٧ م
ژانرونه
التوحيد
التوحيد
...
العبادات في الإسلام١ وأثرها في إصلاح المجتمع
لفضيلة الدكتور محمود السيد شيخون
الحمد لله. نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد..
فإن الحديث عن العبادات في الإسلام لا بد أن يسبقه الحديث عن التوحيد فمنزلته من العبادات كمنزلة الأساس من البناء فكما أن البناء لا يثبت ولا يستقر ولا ينتفع به إلا إذا أقيم على أساس متين فكذلك العبادات لا تؤتي ثمارها ولا ينتفع بها إلا إذا بنيت على التوحيد فهو قوامها وعمادها وأصلها وأساسها.
_ التوحيد _
معناه: التوحيد المطلق هو العلم والاعتراف٢ بتفرد الرب بصفات الكمال والإقرار بتوحيده بصفات العظمة والجلال وإفراده وحده بالعبادة.
أقسامه: وقد قسمه العلماء الموحدون إلى ثلاثة أقسام: _
القسم الأول: توحيد الربوبية: وهو أن يعتقد العبد أن الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبير الذي ربى جميع الخلق بنعمه٣.
وهذا القسم لا ينكره المشركون ولا يجعلون لله فيه شريكا بل هم مقرون به.
فهم يقرون بأن الله خالقهم ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ .
_________
١ ألقيت هذه المحاضرة في منى في معسكر الجامعة الإسلامية صباح يوم الجمعة الموافق ١٢ من شهر ذي الحجة عام ١٣٩٦هـ.
٢ القول السديد في مقاصد التوحيد ص١٤.
٣ المرجع السابق ص١٦.
1 / 83
ويقرون بأن الله خالق السموات والأرض ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ ويقرون بأن الله هو الرازق وهو الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وأنه الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض وأنه الذي يملك السمع والأبصار والأفئدة ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ ﴿قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ. قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ .
وهذا فرعون مع غلوه في كفره ودعواه أقبح دعوة ونطقه بالكلمة الشنعاء يقول الله في حقه حاكيا عن موسى ﵇: ﴿قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِر﴾ .
وقال إبليس: ﴿إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ وقال: ﴿رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ وقال: ﴿فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ .
فكل مشرك مقر بأن الله خالقه وخالق السموات والأرض وربهن ورب ما فيهما ورازقهم.
القسم الثاني: توحيد الأسماء والصفات وهو اعتقاد انفراد١ الرب ﷻ بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة والجلال والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه وذلك بإثبات ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشيء منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله ﷺ من النقائص والعيوب وعن كل ما ينافي كماله.
_________
١ القول السديد في مقاصد التوحيد ص١٥.
1 / 84
القسم الثالث: توحيد الألوهية ويقال له توحيد العبادة وهو العلم١ والاعتراف بأن الله ذو الألوهية والعبودية وإفراده وحده بالعبادة كلها وإخلاص الدين لله وحده.
وهذا القسم يستلزم القسمين الأولين ويتضمنهما لأن الألوهية التي هي صفة تعم أوصاف الكمال وجميع أوصاف الربوبية والعظمة فإنه المألوه المعبود لما له من أوصاف العظمة والجلال ولما أسداه إلى خلقه من الفواضل والإفضال.
فتوحده تعالى بصفات الكمال وتفرده بالربوبية يلزم منه ألا يستحق العبادة أحد سواه٢.
وهذا القسم هو الذي من أجله أنزل الله الكتب وأرسل الرسل فجميع رسل الله عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم إنما بعثوا لدعوة العباد إلى إفراد الله بالعبادة ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ .
﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ .
وقال الله تعالى حكاية عن يوسف ﵇: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاه﴾ وقال تعالى لنبيه محمد ﷺ: ﴿قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآب﴾ .
ومن أجل ذلك كان كل رسول يفتتح دعوته بقوله لقومه: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ .
ومن هنا يعلم أن الإقرار بالربوبية لا يكفي في التوحيد لأن المشركين لم ينفعهم هذا الإقرار مع إشراكهم الأنداد لله في العبادة ولا أغنى عنهم من الله شيئا، وأن عبادتهم هي اعتقادهم فيهم أنهم ينفعون ويضرون وأنهم يقربونهم إلى الله زلفى ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ وأنهم يشفعون لهم عند الله ﴿هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ
_________
١ القول السديد في مقاصد التوحيد ص١٦.
٢ المرجع السابق ص١٧.
1 / 85
اللَّهِ﴾ فنحروا لهم النحائر وطافوا بهم ونذروا النذور عليهم وقاموا متذللين متواضعين في خدمتهم وسجدوا لهم ومع هذا كله فهم مقرون لله بالربوبية وأنه الخالق ولكنهم لما أشركوا في عبادته جعلهم مشركين ولم يعتد بإقرارهم هذا لأنه نافاه فعلهم فلم ينفعهم الإقرار بتوحيد الربوبية فمن شأن من أقر لله وحده بتوحيد الربوبية أن يفرده بتوحيد العبادة فإن لم يفعل ذلك فالإقرار الأول باطل وقد عرف المشركون ذلك وهم في طبقات النار فقالوا: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ مع أنهم لم يسووهم به من كل وجه ولا يجعلوهم خالقين ولا رازقين لكنهم علموا وهم في قعر جهنم أن خلطهم الإقرار بذرة من ذرات الإشراك في توحيد العبادة صيرهم كمن سوى بين الأصنام وبين رب الأنام.
وبناء عليه فالتوحيد المنجي من النار إنما يكون بالإقرار لله بالربوبية والعبودية والتفرد بصفات الكمال والعظمة والجلال وهذا يقتضي من العبد أن ينسب إليه جميع النعم ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ وأن يخصه بالعبادة والاستعانة والخوف والرجاء والمحبة والتوكل والإنابة فمن فعل شيئا من ذلك لمخلوق حي أو ميت أو جماد أو غيره فقد أشرك وصار من تفعل له هذه الأمور إلها لعابديه سواء أكان ملكا أم نبيا أم وليا أم شجرا أم قبرا أم جنا أم حيا أم ميتا وصار العابد بهذه العبادة عابد لذلك المخلوق مشركا بالله.
وخلاصة القول في التوحيد أن يحقق العبد كلمة "لا إله إلا الله" وتحقيق هذه الكلمة ألا يعبد بجميع أنواع العبادة إلا الله فلا يخاف سواه، ولا يرجى سواه ولا يتوكل إلا عليه ولا يرغب إلا إليه ولا يرهب إلا منه، ولا يحلف إلا به ولا ينذر إلا له ولا يناب إلا إليه، ولا يطاع إلا أمره ولا يحتسب إلا به، ولا يستعان في الشدائد إلا به ولا يلتجأ إلا إليه، ولا يسجد إلا له، ولا يذبح إلا له وباسمه.
فضائل التوحيد ١_ إن التوحيد يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي. ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ . ٢_ إن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام فإنه يصيِّر القليل من عمل العبد كثيرا ويضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب
فضائل التوحيد ١_ إن التوحيد يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي. ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ . ٢_ إن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام فإنه يصيِّر القليل من عمل العبد كثيرا ويضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب
1 / 86
فعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ﷺ قال: "قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهم غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله الله" رواه ابن حبان والحاكم.
٣_ إن التوحيد سبب في تكفير الذنوب ومحو الخطايا فعن أنس ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشركْ بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".
٤_ إن التوحيد يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ .
٥_ إن التوحيد يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة من خردل وأنه إذا اكتمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية.
فعن عبادة بن الصامت ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" أخرجه البخاري ومسلم.
وفي حديث عتبان "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" ولمسلم عن جابر ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار".
٦_ إن الله يدفع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة ومن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ .
1 / 87
ويقول تعالى حكاية عن يوسف ﵇ ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ .
٧_ إن التوحيد هو السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه والفوز بشفاعة الرسول ﷺ يقول الله تعالى مثنيا على المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ .
٨_ إن الله تكفل لأهل التوحيد بالفتح والنصر والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال.
٩_ إن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
١٠_ إن التوحيد يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه وعقابه.
١١_ إن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله إلى صاحبه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين.
١٢_ إن التوحيد هو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوباتهما.
١٣_ إن التوحيد هو الطريق إلى الفوز بمحبة الله ﷿ ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ .
١٤_ إن التوحيد يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى المكاره بقلب منشرح وصدر رحب ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة.
1 / 88
١٥_ إن الله تكفل لأهل التوحيد بالأمن والطمأنينة والولاية ودخول الجنان ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ .
هذه هي فضائل التوحيد ولا ينالها ولا يحظى بها إلا من حققه وتحقيقه ليس بالتمني ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ولا بالحلي العاطلة وإنما ذلك بما وقر في القلوب من عقائد الإيمان وحقائق الإحسان وصدقته الأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة الجليلة.
يقول ابن القيم ﵀ في فضل كلمة التوحيد: "هي الكلمة١ التي قامت بها الأرض والسموات وفطر الله عليها جميع المخلوقات وعليها أسست الملة ونصبت القلة وجردت سيوف الجهاد وهي محض حق الله على جميع العباد وهي الكلمة العاصمة للدم والمال والذرية في هذه الدار والمنجية من عذاب القبر وعذاب النار وهي المنشور الذي لا يدخل أحد الجنة إلا به والحبل الذي لا يصل إلى الله إلا من يتعلق بسببه وهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام وبها انقسم الناس إلى شقي وسعيد ومقبول وطريد وبها انفصلت دار الكفر من دار الإسلام وتميزت دار النعيم من دار الشقاء والهوان وهي العمود الحامل للفرض والسنة "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"٢.
_________
١ الجواب الكافي ص١٧٠.
٢ رواه أحمد وأبو داود وعن معاذ وهو حديث صحيح.
العبادات وأثرها في إصلاح القلوب وتهذيب النفوس مدخل ... العبادات وأثرها في إصلاح القلوب وتهذيب النفوس إن الإسلام قد فرض على الناس عبادات لها أثر حسن في إصلاح القلوب وتهذيب النفوس وسنشير في هذه العجالة إلى ما تشتمل عليه هذه العبادات من المثل العالية والمبادئ السامية التي تحقق السعادة في الدنيا والآخرة.
الصلاة وفضائلها: إن من يدرس هذه الفضيلة دراسة واعية مستفيضة يدرك أنها تشتمل على كثير
العبادات وأثرها في إصلاح القلوب وتهذيب النفوس مدخل ... العبادات وأثرها في إصلاح القلوب وتهذيب النفوس إن الإسلام قد فرض على الناس عبادات لها أثر حسن في إصلاح القلوب وتهذيب النفوس وسنشير في هذه العجالة إلى ما تشتمل عليه هذه العبادات من المثل العالية والمبادئ السامية التي تحقق السعادة في الدنيا والآخرة.
الصلاة وفضائلها: إن من يدرس هذه الفضيلة دراسة واعية مستفيضة يدرك أنها تشتمل على كثير
1 / 89
من الفضائل التي تسهم في سعادة الفرد والمجتمع ومن هذه الفضائل ما يأتي: _
١_ إنها تسهم في حماية العبد من الأمراض التي تفتك به وتعوقه عن العمل لدنياه وأخراه لما فيها من الحث على النظافة فقد جعل الإسلام مفتاحها طهارة البدن والثوب والمكان.
٢_ إنها تعوِّد المؤمن مراقبة الله وخشيته، إذ يقف العبد فيها فارغا من الشواغل موجها قلبه إلى مولاه يناجيه ويثني عليه بما هو أهله خائفا عقابه طامعا في رحمته طالبا منه العون والهداية فيؤثر ذلك في نفسه ويعوده مراقبة الله وخشيته فيجتنب ما يغضب مولاه عما حرم الله.
﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ .
٣_ الصلاة تمد المؤمن بقوة روحية تعينه على مواجهة المشقات والمكاره في الحياة الدنيا ﴿اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾ .
وكان النبي ﷺ إذا حزبه١ أمر فزع إلى الصلاة٢.
٤_ إن في الصلاة غذاء روحيا للمؤمن يعينه على مقاومة الجزع عند الشر والمنع عند الخير والتغلب على جوانب الضعف الإنساني ﴿إِنَّ الأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ .
٥_ إن الصلاة سبب لمحو الخطايا وغفران الذنوب فقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: " أرأيت لو أن نهرا على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى على بدنه من درنه شيء قالوا: لا قال فذلك مثَل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا" أخرجه البخاري ومسلم.
٦_ إن الصلاة تعلم العبد بما فيها من الركوع والسجود والثناء والتعظيم كيف يتواضع لله، وكيف يشكر من أحسن إليه ويكافئ من أسدى إليه معروفا.
_________
١ أي نزلت به شدة.
٢ رواه أحمد وأبو داود.
1 / 90
٧_ إن الصلاة بما فيها من الخشوع ترقق قلب المؤمن وتملأه رحمة وقناعة فيرحم الضعفاء، ويواسي البؤساء، ويرضى عن الله في الشدة والرخاء.
٨_ إن في الصلاة غذاء للروح لا يغني عنه علم ولا أدب فالصلوات الخمس هي وجبات الغذاء اليومي للروح كما أن للمعدة وجباتها اليومية يناجي المصلي فيها ربه فتكاد تشف روحه وتصفو نفسه فتسمع كلام الله الذي يقول: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله ﷿: حمدني عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" رواه مسلم.
٩_ في الصلاة تدريب للمسلم على النظام وتعويد له على الطاعة ويظهر هذا واضحا في صلاة الجماعة إذ يقف المسلمون في صفوف مستقيمة متلاصقة فلا عوج ولا فرج المنكب إلى المنكب والقدم إلى القدم فإذا كبر الإمام كبروا وإذا قرأ أنصتوا، وإذا ركع ركعوا، وإذا سجد سجدوا، وإذا سلم سلموا، من خرج على هذا النظام فكأنما خرج على الإنسانية وانحط إلى مستوى الحيوانية١ ففي الحديث الشريف: "ألا يخشى الذي يركع أو يسجد قبل الإمام أن يمسخ الله رأسه رأس حمار" رواه البخاري ومسلم.
١٠_ في صلاة الجماعة مظهر من مظاهر المساواة الرائعة إذ يقف الأمير إلى جانب الفقير والغني في جوار المسكين، والسيد في محاذاة الخادم، فليس في المسجد لائحة تخصص الصف الأول للوزراء والصف الثاني للنواب، والصف الثالث للمدير وإنما الجميع سواسية كأسنان المشط فمن بكَّر في الذهاب إلى المسجد احتل مكانه في مقدمته أيًّا كانت منزلته وأيًّا كان عمله في الناس٢.
١١_ في صلاة الجماعة دعم لعاطفة الأخوة وتقوية لروابط المحبة وإظهار للقوة فبالاجتماع تذهب الضغائن وتزول الأحقاد، وتتآلف القلوب وتتحد الكلمة.
_________
١ من محاسن الإسلام للأستاذ أحمد عز الدين ص٤٥.
٢ من محاسن الإسلام للأستاذ أحمد عز الدين ص٥٨.
1 / 91
١٢_ في صلاة الجماعة تظهر عظمة ملك الملوك ورب الأرباب ويعم الخير وتنتشر الرحمة لأن المسلمين إذا اجتمعوا في صعيد واحد وراء إمام واحد إلى قبلة واحدة يعبدون ربًّا واحدا خاشعين خاضعين خائفين عذابه طامعين في فضله غشيتهم رحمته وعمهم إحسانه ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ .
١٣_ الصلاة تعود على البدن بنفع عظيم فهي تقوى العضلات وتسبب اليقظة المبكرة والنشاط لجميع الجوارح فالجسم في الصلاة يعمل قائما وقاعدا وراكعا واللسان يعمل قارئا مكبرا مسبحا مهللا١ والعقل يعمل متدبرا متفكرا فيما يتلى عليه من القرآن والقلب يعمل مستحضرا رقابة الله تعالى وحشيته والشوق إليه.
عناية الإسلام بالصلاة
لقد عني الإسلام بالصلاة لما فيها من الفضائل ولما تشتمل عليه من الخير والنفع فشدد كل التشديد في طلبها وحذر كل التحذير من تركها أو تأخيرها عن أوقاتها فهي عمود الدين ومفتاح الجنة وخير الأعمال وأول ما يحاسب عليه المرء المؤمن٢ يوم القيامة يذكرها القرآن الكريم في دعاء الخليل إبراهيم. ﵊ ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ .
ويمدح بها إسماعيل ﵊ ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ .
ويأمر الله تعالى كليمه موسى ﵊ بإقامتها أول ما يأمره به في ساعات الوحي الإلهي ﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾ .
ويوحي إليه وإلى أخيه هارون عليهما الصلاة والسلام ﴿أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ .
ومن وصايا لقمان لابنه ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ .
_________
١ المرجع السابق ص٤٨.
٢ من محاسن الإسلام للأستاذ أحمد عز الدين ص٣٤.
1 / 92
وينطق عيسى ﵇ وهو في مهده ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ . ويأمر بها خام أنبيائه عليه أفضل الصلاة والسلام ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ﴾ .
ويؤكد الإسلام عليها في الحضر والسفر والأمن والخوف والسلم والحرب ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانا﴾ .
وينذر بالويل والهلاك من يصرف قلبه عنها أو يؤخرها عن وقتها فيضيعها ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ .
ويجعلها الرسول ﷺ الدليل الأول على التزام عقد الإيمان والشعار الفاصل بين المسلم والكافر ففي الحديث الشريف "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" رواه أحمد ومسلم.
وذكر الرسول ﷺ يوما فقال: "من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف" أحمد وابن حبان.
وفي توجيه هذا الحديث كلام حسن خلاصته أن من شغله عن الصلاة ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو مع هامان ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف.
وفي الحديث الشريف "من فاتته صلاة فكأنما وتر أهله وماله" رواه ابن حبان تلك هي مكانة الصلاة في الإسلام ولهذه المكانة كانت أول عبادة فرضت على المسلمين فقد فرضت في مكة قبل الهجرة بسنتين تقريبا، وكانت طريقة فرضيتها دليلا آخر على عناية الله تعالى بها إذ فرضت ليلة الإسراء والمعراج بخطاب مباشر من رب العالمين ﵎ إلى خاتم النبيين ﷺ.
الصلاة التي يريدها الإسلام
إن الصلاة التي يريدها الإسلام والتي تشتمل على الفضائل التي سلفت ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان، وحركات تؤديها الجوارح بلا تدبر من عقل ولا خشوع
1 / 93
من قلب، أو تلك التي ينقرها صاحبها نقر الديك١ كلا وإنما الصلاة التي يريدها الإسلام هي التي تأخذ حقها من التأمل والخشية واستحضار عظمة المعبود ﷻ لأن القصد الأول من الصلاة هو تذكير الإنسان بربه ﷿ ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾ فالصلاة التي يريدها الإسلام لابد فيها من حضور القلب والعقل معا فالقلب يستحضر عظمة المعبود والعقل يتدبر فيما يتلى من القرآن، وبحضور القلب والعقل تسكن الجوارح ويتم الخشوع، وتؤتي الصلاة ثمارها، ويحظى المصلي بفضلها وثوابها وتقوى صلته بربه فيسعد في الدنيا والآخرة يقول عبد الله بن عباس ﵄: "ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه".
الزكاة وفضائلها ... الزكاة وفضلها ومن العبادات التي تشتمل على كثير من الفضائل «الزكاة» ومن فضائلها ما يأتي: ١_ إنها تغرس في نفس المؤمن فضيلة السخاء وتطهر نفسه من رذيلة الشح فيفوز برضا الله ويسعد بتوفيقه ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ . ٢_ الزكاة فيها سدّ لحاجة الفقراء وتفريج لكربة الغارمين وتيسير لأبناء السبيل وعون على المصالح العامة. ٣_ إنها تخرج الأضغان من قلوب البائسين وحقدهم على الأغنياء المترفين وتملأ قلوبهم بمحبتهم وتمنعهم من الإساءة إليهم وبذلك يسود الأمن وبذلك تكون الألفة والإخاء. ٤_ الزكاة فيها تطهير للمال من الشر ففي الحديث الشريف "إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره" رواه الحاكم وفي الحديث الشريف أيضا: "حصنوا أموالكم بالزكاة" رواه أبو داود. ٥_ الزكاة ضمان اجتماعي٢ لأن الإسلام يأبى أن يكون في مجتمعه من لا يجد القوت الذي يكفيه والثوب الذي يواريه والبيت الذي يؤويه فهذه ضرورات يجب أن تتوافر لكل من يعيش في ظل الإسلام الرحيم والمسلم مطالب بأن يحقق _________ ١ من محاسن الإسلام للأستاذ احمد عز الدين ص٤١. ٢ من محاسن الإسلام للأستاذ أحمد عز الدين ص٦٤.
الزكاة وفضائلها ... الزكاة وفضلها ومن العبادات التي تشتمل على كثير من الفضائل «الزكاة» ومن فضائلها ما يأتي: ١_ إنها تغرس في نفس المؤمن فضيلة السخاء وتطهر نفسه من رذيلة الشح فيفوز برضا الله ويسعد بتوفيقه ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ . ٢_ الزكاة فيها سدّ لحاجة الفقراء وتفريج لكربة الغارمين وتيسير لأبناء السبيل وعون على المصالح العامة. ٣_ إنها تخرج الأضغان من قلوب البائسين وحقدهم على الأغنياء المترفين وتملأ قلوبهم بمحبتهم وتمنعهم من الإساءة إليهم وبذلك يسود الأمن وبذلك تكون الألفة والإخاء. ٤_ الزكاة فيها تطهير للمال من الشر ففي الحديث الشريف "إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره" رواه الحاكم وفي الحديث الشريف أيضا: "حصنوا أموالكم بالزكاة" رواه أبو داود. ٥_ الزكاة ضمان اجتماعي٢ لأن الإسلام يأبى أن يكون في مجتمعه من لا يجد القوت الذي يكفيه والثوب الذي يواريه والبيت الذي يؤويه فهذه ضرورات يجب أن تتوافر لكل من يعيش في ظل الإسلام الرحيم والمسلم مطالب بأن يحقق _________ ١ من محاسن الإسلام للأستاذ احمد عز الدين ص٤١. ٢ من محاسن الإسلام للأستاذ أحمد عز الدين ص٦٤.
1 / 94
هذه الضرورات وما فوقها من جهده وكسبه فإن لم يستطع فالمجتمع يكفله ويضمنه والزكاة مورد أساسي لهذه الكفالة الاجتماعية التي فرضها الإسلام لفقراء والمساكين ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ .
٦_ الزكاة أمضى سلاح لمحاربة كنز الأموال ولإخراج النقود من مخابئها فالمال المخبوء تأكله الزكاة.
هذه هي بعض الفضائل التي تشتمل عليها هذه الفريضة ولو أن الناس أخرجوا زكاة أموالهم كما أمرهم ربهم لسدت حاجة الفقراء والمساكين ولعاش الناس إخوة متحابين متآلفين ولكن بعض الأغنياء بخلوا بزكاة أموالهم فمنعوها مستحقيها فكانوا سببا في انتشار الأحقاد والضغائن وحدوث كثير من المفاسد والجرائم.
الصيام وفضائله كذلك من العبادات ذات الأثر الحسن في إصلاح القلوب وتهذيب النفوس (الصيام» فهو يشتمل على كثير من الفضائل نذكر بعضها: _ ١_ في الصيام ضبط للنفس وإطفاء لشهواتها فإنها إذا شبعت تمردت وسعت وراء شهواتها وإذا جاعت خضعت وامتنعت عما تهوى قال ﷺ: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فهو له وجاء" فإنه يكسر من شهوة الشباب حتى لا تطغى عليه الشهوة فيصير إلى العنت والفاحشة فكان الصوم ذريعة إلى كف النفس عن المعاصي. ٢_ إن الصيام وسيلة إلى إصلاح النفوس وتهذيبها إنه يربي في الإنسان فضيلة الصدق والوفاء والإخلاص والأمانة والصبر عند الشدائد لأن النفس إذا انقادت للامتناع عن الحلال من الغذاء الذي لا غنى لها عنه طلبا لمرضاة الله وخوفا من أليم عذابه فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام الغنية عنه فلا يكذب الصائم ولا يغدر ولا ينقض عهدا ولا يخلف وعدا ولا يكون مرائيا ولا خائنا فكان الصوم سببا في اتقاء المحارم وقوة العزيمة والتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل وإلى هذا كله أشار ﷻ بقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ١ _________ ١ سورة البقرة آية رقم ١٨٣.
الصيام وفضائله كذلك من العبادات ذات الأثر الحسن في إصلاح القلوب وتهذيب النفوس (الصيام» فهو يشتمل على كثير من الفضائل نذكر بعضها: _ ١_ في الصيام ضبط للنفس وإطفاء لشهواتها فإنها إذا شبعت تمردت وسعت وراء شهواتها وإذا جاعت خضعت وامتنعت عما تهوى قال ﷺ: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فهو له وجاء" فإنه يكسر من شهوة الشباب حتى لا تطغى عليه الشهوة فيصير إلى العنت والفاحشة فكان الصوم ذريعة إلى كف النفس عن المعاصي. ٢_ إن الصيام وسيلة إلى إصلاح النفوس وتهذيبها إنه يربي في الإنسان فضيلة الصدق والوفاء والإخلاص والأمانة والصبر عند الشدائد لأن النفس إذا انقادت للامتناع عن الحلال من الغذاء الذي لا غنى لها عنه طلبا لمرضاة الله وخوفا من أليم عذابه فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام الغنية عنه فلا يكذب الصائم ولا يغدر ولا ينقض عهدا ولا يخلف وعدا ولا يكون مرائيا ولا خائنا فكان الصوم سببا في اتقاء المحارم وقوة العزيمة والتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل وإلى هذا كله أشار ﷻ بقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ١ _________ ١ سورة البقرة آية رقم ١٨٣.
1 / 95
٣_ الصوم يدعو إلى شكر النعمة إذ هو كف للنفس عن الطعام والشراب ومباشرة النساء وكل هذا من جلائل نعم الله ﷿ على خلقه والامتناع عن هذه النعم من أول اليوم إلى آخره يعرف الإنسان قدرها إذ لا يعرف فضل النعمة إلا بعد فقدها فيعينه ذلك على القيام بشكرها، وشكر النعمة واجب وإلى هذا أشار جل وعلا بقوله: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ ١.
٤_ الصيام يبعث في الإنسان فضيلة الرحمة بالفقراء والعطف على البائسين فإن الإنسان إذا ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات تذكر الفقير الجائع في كل الأوقات فيسارع إلى رحمته والإحسان إليه.
٥_ في الصيام تمام التسليم لله وكمال العبودية له فالصائم يجوع ويعطش وأسباب الغذاء والري أمامه٢ ميسرة لولا حب الله تعالى والرغبة في رضاه ولهذا جاء في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي يدع شهوته وطعامه من أجلي" رواه مسلم.
٦_ الصيام يعود على البدن بالصحة ويكون سببا في شفاء كثير من الأمراض إذ فيه راحة للمعدة من عناء الهضم وتخليص للجسم من فضلاته الضارة وصدق رسول الله ﷺ إذ يقول "صوموا تصحوا" رواه الطبراني.
هذا هو الصيام لم يشرعه الله تعالى تعذيبا للبشر ولا انتقاما منهم وإنما شرعه إيقاظا لأرواحهم وتصحيحا لأجسامهم وتقوية لإرادتهم وتعويدا لهم على الصبر وتعريفا لهم بالنعمة وتربية لمشاعر الرحمة فيهم وتدريبا لهم على كمال التسليم لله رب العالمين٣.
_________
١ سورة البقرة آية رقم ١٨٥.
٢ من محاسن الإسلام للأستاذ أحمد عز الدين ص٦٩.
٣ المرجع السابق ص٧١.
الحج وفضائله إن في فريضة الحج كثيرا من الفضائل التي تسهم في تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة ومن هذه الفضائل ما يأتي:_
الحج وفضائله إن في فريضة الحج كثيرا من الفضائل التي تسهم في تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة ومن هذه الفضائل ما يأتي:_
1 / 96
١_ الحج غذاء روحي كبير تمتلئ فيه جوانح المسلم خشية وتقى لله رب العالمين، ففي كل منسك من مناسكه غذاء للروح فما الإحرام إلا تجرد من شهوات النفس والهوى وحبس للنفس عما سوى الله ﷿ وحث على التفكير في عظمة الله ﷻ وحث على تذكر الموت والاستعداد له بالعمل الصالح فالحاج في لباس إحرامه يذكر بالميت في أكفانه، وما التلبية إلا استجابة وذكر وطاعة وامتثال، وما الطواف بعد التجرد إلا استحضار لعظمة الله تعالى حول بيته، وامتثال لأمره ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ وما السعي بين الصفا والمروة إلا تردد بينهما التماسا لرحمة الله تعالى وطلبا لمغفرته، وما الوقوف بعرفة إلا بذل١ للمهج في الضراعة إلى الله بقلوب مملوءة بالخشية وأيد مرفوعة بالرجاء وألسنة لاهجة بالدعاء وآمال صادقة في أرحم الراحمين، وما الرمي بعد ذلك إلا رمز لاحتقار عوامل الشر ونزغات الشيطان، وما الذبح إلا إراقة للدم الذي أمر الله به أن يراق ورمز للتضحية والفداء.
﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ .
٢_ في الحج تدريب على ركوب الأخطار وتحمل المشقات ومفارقة الأهل والتضحية بالراحة والدعة في الحياة الرتيبة بين الأهل والأصحاب.
٣_ في الحج تدريب للمسلم على المبادئ الإسلامية العالية التي جاء بها الإسلام ففي وحدة مظهر الحجاج في إحرامهم معنى المساواة في أجلى صورها وأتمها.
٤_ في الحج ترى معنى الوحدة الإسلامية جليا كالشمس فشعور المسلمين فيه واحد وشعائرهم واحدة لا إقليمية ولا عنصرية ولا عصبية للون أو جنس أو طبقة فكلهم مسلمون يؤمنون برب واحد ويطوفون ببيت واحد٢.
٥_ الحج مظهر من مظاهر السلام فأرض الحج هي البلد الحرام والبيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، ومن دخله كان آمنا. إنها منطقة أمان شمل الطير في الجو والصيد في البر والنبات في الأرض فهذه المنطقة لا يصاد صيدها ولا يروع طيرها ولا حيوانها ولا يقطع شجرها ولا حشائشها٣.
_________
١ من محاسن الإسلام للأستاذ أحمد عز الدين ص٧٩.
٢ من محاسن الإسلام للأستاذ أحمد عز الدين ص٨٢.
٣ المرجع السابق ص٨٣.
1 / 97
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾ ﴿حُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾ .
٦_ الحج مؤتمر إسلامي عظيم فهناك يجد المسلم إخوانا له في الدين من قارات الدنيا الخمس اختلفت أقاليمهم وألوانهم ولغاتهم وجمعتهم رابطة الإيمان والإسلام١ فما أجدر المسلمين أن ينتفعوا من هذا المؤتمر السنوي بما يعود عليهم بالخير في أمر دينهم وأمر دنياهم ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم﴾ .
هذه هي بعض الفضائل التي تشتمل عليها العبادات، وهذه الفضائل لا تحصل للعابد إلا إذا أسس عبادته على التوحيد بأن يصرف كل هذه العبادات لله وحده وأن يحسن أداءها بحيث يأتي بها على الوجه الذي شرعه الله تعالى على لسان نبيه محمد ﷺ.
_________
١ المرجع السابق ص٨٤.
العبادلت بين السلف والخلف ... العبادات بين السلف والخلف لقد عرف السلف الصالح قيمة هذه العبادات فأسسوها على التوحيد وأحسنوا أداءها فجنوا ثمارها وانتفعوا بفضائلها فقويت صلتهم بربهم فألّف بين قلوبهم، ووحّد بين صفوفهم فسادوا وعزّوا، وكوَّنوا مجتمعا قويًّا متماسكا أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلَّ الشرك والمشركين ونَعِم الجميع في ظله بالأمن والاستقرار والسعادة، أما اليوم فقد جهل كثير من المسلمين التوحيد فاختلت عقائدهم فاتجهوا إلى المخلوقين يطلبون منهم قضاء حوائجهم، وغَلَوا في ذلك فشدُّوا الرحال إلى الأموات يطوفون بأضرحتهم كما يطوف الحجاج ببيت الله الحرام ويستلمون هذه الأضرحة استلامهم لأركان البيت الحرام ويخاطبون الميت بالكلمات الشركية من قولهم: "على الله وعليك". ويهتفون بأسمائهم عند الشدائد، وقد اتسع نطاق هذه الشركيات في البلاد الإسلامية فأصبح لكل قوم من المسلمين رجل ينادونه، وأصبح في كل قرية أموات يهتفون بأسمائهم، وينادونهم، ويرجونهم لجلب النفع ودفع الضر وفعل هؤلاء هو بعينه فعل المشركين في الأصنام، وهم بهذا المسلك ينسلخون من الإسلام ويعودون إلى الجاهلية.
العبادلت بين السلف والخلف ... العبادات بين السلف والخلف لقد عرف السلف الصالح قيمة هذه العبادات فأسسوها على التوحيد وأحسنوا أداءها فجنوا ثمارها وانتفعوا بفضائلها فقويت صلتهم بربهم فألّف بين قلوبهم، ووحّد بين صفوفهم فسادوا وعزّوا، وكوَّنوا مجتمعا قويًّا متماسكا أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلَّ الشرك والمشركين ونَعِم الجميع في ظله بالأمن والاستقرار والسعادة، أما اليوم فقد جهل كثير من المسلمين التوحيد فاختلت عقائدهم فاتجهوا إلى المخلوقين يطلبون منهم قضاء حوائجهم، وغَلَوا في ذلك فشدُّوا الرحال إلى الأموات يطوفون بأضرحتهم كما يطوف الحجاج ببيت الله الحرام ويستلمون هذه الأضرحة استلامهم لأركان البيت الحرام ويخاطبون الميت بالكلمات الشركية من قولهم: "على الله وعليك". ويهتفون بأسمائهم عند الشدائد، وقد اتسع نطاق هذه الشركيات في البلاد الإسلامية فأصبح لكل قوم من المسلمين رجل ينادونه، وأصبح في كل قرية أموات يهتفون بأسمائهم، وينادونهم، ويرجونهم لجلب النفع ودفع الضر وفعل هؤلاء هو بعينه فعل المشركين في الأصنام، وهم بهذا المسلك ينسلخون من الإسلام ويعودون إلى الجاهلية.
1 / 98
ولقد صور الإمام المحدث السلفي محمد بن إسماعيل الأمير اليمني الصنعاني فعل هؤلاء في أبيات من قصيدة له يمدح بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويشيد بدعوته:
أعادوا بها معنى سواع ومثله ... يغوت وودٌ بئس ذلك من ودّ
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم نحروا في سوحها نحيرة ... أهلت لغير الله جهلا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبلا ... ويلتمس الأركان منهن بالأيدي
كذلك استهان كثير من المسلمين اليوم بهذه العبادات فتركوها فحرموا فضائلها فقست قلوبهم
.وانقطعت صلتهم بربهم ففسدت أعمالهم، وساءت معاملاتهم وعاداتهم وتدهورت أخلاقهم، وساروا وراء أهوائهم، وفتنوا بزخارف الحضارة المزيفة والمدنية الكاذبة فظنوا الإباحة حرية والخلاعة رقيًّا فتعدوا حدود العقل والدين، وأغضبوا خالق الأرض والسماء فساءت حالهم وسلط عليه عدوهم ﴿وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ .
داء ودواء لقد جهل كثير من المسلمين اليوم أمر التوحيد واستهانوا بالعبادات وهذا داء عضال سببه عزلة المسلمين عن الكتاب والسنة وعلاجه الوحيد هو إعداد الدعاة الفاهمين للكتاب والسنة وانتشارهم في البلاد الإسلامية لكي يصححوا العقائد ويحرروا العقول من الخرافات والبدع والأباطيل وليكشفوا للناس النقاب عن أسرار التشريع الإسلامي وخصائصه ومزاياه، ويحثوهم على التمسك بكتاب ربهم ﷿ وسنة نبيهم ﷺ ففي التمسك بهما الهداية والخير والسعادة وفي البعد عنهما الضلال والشر والشقاء ففي الحديث الشريف "تركت فيكم ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي". والله الكريم نسأل أن يوفق المؤمنين المخلصين في كل مكان لإعداد هذا النوع من الدعاة فينطلقوا إلى مختلف بقاع الأرض فيعيدوا للإسلام مجده وللمسلمين عزتهم ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ . وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو حسبي ونعم الوكيل..
داء ودواء لقد جهل كثير من المسلمين اليوم أمر التوحيد واستهانوا بالعبادات وهذا داء عضال سببه عزلة المسلمين عن الكتاب والسنة وعلاجه الوحيد هو إعداد الدعاة الفاهمين للكتاب والسنة وانتشارهم في البلاد الإسلامية لكي يصححوا العقائد ويحرروا العقول من الخرافات والبدع والأباطيل وليكشفوا للناس النقاب عن أسرار التشريع الإسلامي وخصائصه ومزاياه، ويحثوهم على التمسك بكتاب ربهم ﷿ وسنة نبيهم ﷺ ففي التمسك بهما الهداية والخير والسعادة وفي البعد عنهما الضلال والشر والشقاء ففي الحديث الشريف "تركت فيكم ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي". والله الكريم نسأل أن يوفق المؤمنين المخلصين في كل مكان لإعداد هذا النوع من الدعاة فينطلقوا إلى مختلف بقاع الأرض فيعيدوا للإسلام مجده وللمسلمين عزتهم ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ . وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو حسبي ونعم الوكيل..
1 / 99