وها هنا دقيقة نرشدك إليها إن بقي لك طريق إلى الرشاد وفهم [إلى ما إليه العقلاء تنقاد] .
مبدأ الباطنية، وكيف قاموا:
اعلم أن بقايا المجوس، وطوائف الشرك والإلحاد لما ظهرت الشريعة الإسلامية وقهرتهم الدولة الإيمانية والملة المحمدية، ولم يجدوا سبيلا إلى دفعها بالسيف ولا بالسنان، ولا بالحجة والبرهان، ستروا ما هم فيه من الإلحاد والزندقة بحيلة تقبلها الأذهان وتذعن لها العقول.
فانتموا إلى أهل البيت المطهرين، وأظهروا محبتهم وموالاتهم، كذبا وافتراء وهم في الباطن أعظم أعدائهم، وأكبر المخالفين [لهم] . ثم كذبوا على أكابرهم الجامعين بين العلم والدين المشهورين بالصلاح والرشد، فقالوا: قال الإمام فلان كذا، وقال الإمام فلان كذا، وجذبوا جماعة من العامة الذين لا يفهمون ولا يعقلون، فتدرجوا معهم بدعوات معروفة، وسياسات شيطانية.
مخ ۲۸۳