رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم في السراء والضراء، وبذلهم أنفسهم وأموالهم في الجهاد في سبيل الله سبحانه حتى صاروا خير القرون بالأحاديث الصحيحة. فهم خيرة الخيرة، لأن هذه الأمة هي كما أكرمهم الله به بقوله: كنتم خير أمة أخرجت، للناس وكانوا الشهداء على العباد كما في القرآن العظيم. فهم خير العباد جميعا، وخير الأمم سابقهم ولاحقهم، وأولهم وآخرهم. وهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم، هم خير فروعهم، وأفضل طوائفهم إلى يوم القيامة.
فتقرر بهذا أن الصحابة رضي الله عنهم خير العالم بأسره من أوله إلى آخره، لا يفضلهم أحد إلا الأنبياء والملائكة، ولهذا لم يعدل مثل أحد ذهبا مد أحدهم، ولا نصيفه.
فإذا لم يكونوا رأس الأولياء، وصفوة الأتقياء، فليس لله أولياء، ولا أتقياء، ولا بررة، ولا أصفياء.
وقد نطق القرآن الكريم بأن الله قد رضي عن أهل بيعة الشجرة وهم جمهور الصحابة إذ ذاك.
وثبت عنه [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم ثبوتا متواترا أن الله سبحانه اطلع على أهل بدر فقال: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) . وشهد النبي [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم لجماعة منهم بأنهم من أهل الجنة.
فقوله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم في هذا الحديث:
(من عادى لي وليا) ، يصدق عليهم صدقا أوليا، ويتناولهم بفحوى الخطاب.
فانظر أرشدك الله إلى ما صارت الرافضة أقماهم الله، تصنعه بهؤلاء الذين هم
مخ ۲۷۷