وهو سبحانه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر.
والعبد مأمور أن يتوب إلى الله سبحانه، وقال: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} . وقال: {سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء، والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، والذين إذا فعلوا فاحشة، أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} .
فما خلقه الله سبحانه وقدره وقضاه فهو يريده، وإن كان لا يأمر به ولا يحبه ولا يرضاه، ولا يثيب أصحابه، ولا يجعلهم من أوليائه.
وما أمر به وشرعه وأحبه ورضيه وأحب فاعله وأثابهم وأكرمهم عليه، فهو الذي يحبه ويرضاه، ويثيب فاعله عليه.
فالإرادة الكونية، والأمر الكوني، وهي مشيئته لما خلقه من جميع مخلوقاته إنسهم وجنهم، مسلمهم وكافرهم، حيوانهم وجمادهم، ضارهم ونافعهم. والإرادة الدينية والأمر الديني: هي محبته المتناولة لجميع ما أمر به وجعله شرعا ودينا، فهذه مختصة بالإيمان والعمل الصالح.
أمثلة:
فمن الإرادة الأولى أعني الكونية قول الله سبحانه: (فمن يريد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا،
مخ ۲۶۹