فاعرف هذا، واعلم أن مواهب الله عز وجل لعباده ليست بموضع لاستبعاد المستبعدين، وتشكيكات المشككين، فقد تفضل على بعض عباده بالنبوة واصطفاه لرسالته، وجعله واسطة بينه وبين عباده.
وتفضل على بعض عباده بالملك، وجعله فوق جميع رعيته، واختاره على من سواه منهم. وهم العدد الجم، والسواد الأعظم، وقد يكون غير شريف الأصل، ولا رفيع المحتد، كما أعطى ملك مصر والشام والحرمين وغيرها الملوك الجراكسة، وهم عبيد يجلب الواحد منهم إلى سوق الرقيق، وبعد حين يصير ملكا كبيرا، وسلطانا جليلا.
وهكذا من ملك قبلهم من الأتراك لمماليك كبني قلاوون، وأعطى بني يوبه، وهم أولاد سماك غالب، الممالك الإسلامية، وجعلهم الحاكمين على الخلفاء العباسية، وعلى سائر العباد في أقطار الأرض.
دع عنك التفضلات على هذا النوع الإنساني المكرم بالعقل، وانظر إلى
مخ ۲۴۶