وروى أيده الله تعالى عن المنصور بالله -عليه السلام- أنه قال ما معناه: الأحاديث فيهم -عليهم السلام- من رواية الموالف والمخالف قربت من ألف ألف حديث.
فهذا تنبيه لطيف وإشارة يسيرة ترشدنا إلى أن أهل البيت -عليهم السلام- لايحتاج من اتبعهم إلى علم غيرهم؛ لأن علمهم دين كامل كافل بنيل السؤل والمرام، فمالنا والتلذذ حول علم غيرهم والإحتجاج بحديث غيرهم -عليهم السلام-.
وقد روى النجري في مقدمة شرح البيان عن أبي طالب عليهما السلام ما معناه أنه قال: كيف يحتج علينا بحديث من يستحل قطع رقابنا؟
فينبغي للإنسان أن لا يقتبس إلا من نورهم، ولا يهتدى إلا بهديهم، وأن لايغره الشيطان بأن يقول: إنهم ليس لهم عناية في علم الحديث.
ولا أقول لك إنك لا تذكر حديث غيرهم رأسا، فينبغي ذكره زيادة في تأكيد الحجة، واستعانة على دحض الخصم بحديثه الذي يصح عنده، وهذا مقصد مهم، وإنما أردت بقولي لك أولا أنك لا تجعل حديثهم أصلا في دينك ترجع إليه وترجحه على حديث أهل البيت -عليهم السلام-، فافهم أيها المسترشد موفقا.
واعلم: أنه يجب عليك التفهم لكتاب الله تعالى وما صح لك من الأخبار حتى إذا ورد عليك شيء من الحديث عرضته على ذلك، فإن وافقه ولو بتأويل من غير تعسف قبل، وإلا أطرح، وعند ذلك يسهل عليك عبور هذا الميدان والدخول في هذا الشأن.
مخ ۹۸