171

وسیط په تفسیر کې

الوسيط في تفسير القرآن المجيد

پوهندوی

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، الدكتور عبد الرحمن عويس

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

وقد أوحى الله تعالى إلى داود ﵇: كيف عرفتني؟ وكيف عرفت نفسك؟ فقال: عرفتك بالقدرة والقوة والبقاء، وعرفت نفسي بالضعف والعجز والفناء. فقال: الآن عرفت. فإذا كان من عرف نفسه عرف ربه كان من جهل نفسه جهل ربه، حتى يرغب عن ملة إبراهيم. قال قتادة: رغبت عن ملة إبراهيم اليهود والنصارى، واتخذوا اليهودية والنصرانية دينا بدعة ليست لله، وتركوا ملة إبراهيم. وقوله: ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا﴾ [البقرة: ١٣٠] أي: اخترناه للرسالة، وتأويله: أخذناه صافيا من غير شائب، ﴿وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [البقرة: ١٣٠] قال عطاء: يريد نوحا وآدم. وقال الحسن: أي: من الذين يستوجبون على الله الكرامة وحسن الثواب. وقال الزجاج: يريد: من الفائزين، لأن الصالح فِي الآخرة فائز. وقوله: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ﴾ [البقرة: ١٣١]: إذ يتعلق بالاصطفاء، على معنى: اصطفاه إذ قال له ربه: أسلم. أي: فِي ذلك الوقت. قال الكلبي، عن ابن عباس: رفع إبراهيم الصخرة عن باب السرب، ثم خرج منه، فنظر إلى الكوكب والشمس والقمر كما ذكر الله عنه فِي قوله: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ﴾ [الأنعام: ٧٦] الآيات، فقال له ربه: أسلم. أي: أخلص دينك لله بالتوحيد. وقال عطاء: أسلم نفسك إلى الله، وفوض أمرك إليه. قال الكلبي: أخلصت ب «لا إله إلا الله» .

1 / 215