غساسة
تبعد هذه المدينة مسافة عشرين ميلا عن السابقة (476). وقد كانت حصينة جدا ومحاطة بأسوار متينة. ولهذه المدينة ميناء طيب . وكان من عادة سفن البنادقة أن تقصد هذه المدينة وتبرم صفقات تجارية هامة مع أهل فاس. وكانت هذه التجارة تدر كثيرا من الأرباح. وشاء سوء طالع هذه المدينة ان ملك فاس كان يواجه حينئذ في بداية حكمه مشكلات خطيرة مع أحد أبناء عمومته، ومواجهته لهذه المشكلات قد قيدت حركته.
وقد انتهز فرناندو ملك أسبانيا هذه الفرصة. فوضع مشروعا لاحتلال غساسة. وتم له الاستيلاء عليها بأيسر سبيل، لأن ملك فاس، وهو مشغول بمشكلاته السابق ذكرها، لم يستطع أن ينجد المدينة ولأن سكانها هربوا قبل أن تسقط (477).
تازوتة
تازوتة (478) موقع في غارت يقع على مسافة خمسة عشر ميلا (479) من غساسة في داخل الأراضي. وقد بنيت فوق بروز شديد الارتفاع، ولها درب صغير يؤدي إليها يلتف حول التل. ولا يتوافر في داخل المدينة أي ماء إلا ماء الصهاريج، وكان مؤسسو تازوته من أسرة بني مرين قبل أن يصبحوا ملوك البلاد وكانوا يحفظون فيها حبوبهم وأملاكهم وبذلك كانوا يستطيعون النجعة خلال الصحارى بكل طمأنينة، إذ لم يكن في ذلك العصر قبائل من العرب في إقليم غارت. ولكن ما ان استلم بنو مرين مقاليد الحكم حتى تركوا منطقة غارت لبعض جيرانهم واهتموا بالأقاليم الأكثر أهمية، إلى أن حمل يوسف بن يعقوب بجيوشه على ملك تلمسان. ولما أصبح عديم الحركة في
مخ ۳۴۵