298

البرتغاليون سوبتة. وقد تأسست حسب رأي يعتبر صحيحا، في أيام الرومان، عند مدخل مضيق أعمدة هرقل. وقد كانت عاصمة كل بلاد موريتانيا لأنها كانت مقر الحكومة الرومانية. ولهذا منحها الرومان لقب الشرف، وكانت مدينة متحضرة تماما.

تضم الكثير من السكان.

وقد احتلها بعدئذ القوط الذين عينوا عليها أميرا. وظلت السلطة في أيديهم إلي أن قدم المسلمون إلى موريتانيا واحتلوا سبتة، لأن يوليان، أمير سبتة، كان قد تلقى إهانة خطيرة من لذريق ملك القوط وسائر أسبانيا. ومن أجل ذلك اتفق يوليان مع المسلمين وأدخلهم الى مملكة غرناطة، وكان ذلك سببا في هلاك لذريق وضياع مملكته. وهكذا احتل المسلمون سبتة واحتفظوا بها باسم خليفتهم الوليد بن عبد الملك، الذي كان مقره دمشق في ذلك العصر (354).

وراحت سبتة تنمو منذ ذلك العصر، وحتى السنوات الأخيرة، سواء فيما يتعلق بعمرانها او فيما يتعلق بعدد سكانها، حتى لقد اصبحت اجمل مدن موريتانيا وأحفلها بالسكان. وكانت تحوي عدة جوامع ومدارس، والكثير من الصناع ومن الأدباء ومن الناس المثقفين. وكان فيها عمال مهرة جدا في صناعة النحاس، كصنع

مخ ۳۱۸