جبل زلاغ
زلاغ (250) جبل يبدأ من سبو في اتجاه الشرق وينتهي غربا على مسافة تناهز أربعة عشر ميلا منه (251) وتقع قمته، أي أعلى نقطة فيه، في اتجاه الشمال، على مسافة سبعة أميال من فاس (252). وسفحه الجنوبي خاو تماما، ولكن السفح المطل على الشمال مليء بأكمات رائعة يقوم عليها عدد لا يحصى من القرى والقصور. وتكاد تكون كل الأراضي الصالحة للزراعة مغروسة بالكروم التي تنتج أجود الأعناب، وهي أكثر ما ذقت حلاوة في حياتي. ومن هذا النوع الممتاز كذلك أشجار الزيتون وجميع أشجار الفواكه الأخرى التي تنتجها هذه الكورة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن أرضها جافة. وسكان هذه المنطقة من كبار الأغنياء، وليس بينهم من لا يملك بيتا في مدينة فاس. ولكل أشراف فاس تقريبا كروم في جبل زلاغ. وتوجد عند حضيض الجبل، وباتجاه الشمال أيضا، سهول كثيرة البهجة وبساتين خضر لأن نهر سبو يسقي هذه السهول من الجنوب. ويصنع البستانيون، بالاستعانة بالمواد المتوافرة لديهم، نواعير ترفع ماء النهر لتروي به الأراضي الزراعية. ولهذا النطاق المزروع مساحة تعادل ما يستطيع حراثته مائتا زوج من الثيران.
وقد منح إقطاعية لرئيس تشريفات الملك، ولكنه لا يجني منها سوى خمسمائة دينار من الأرباح في العام، لأن ضريبة العشور التي تذهب لبيت المال ترتفع أحيانا إلى ما يقارب ثلاثة آلاف كيل من الحب.
جبل زرهون
يبدأ الرزهون من سهى السايس على مسافة عشرة أميال من فاس (253) ويمتد على مسافة ثلاثين ميلا (254) نحو الغرب ويبلغ عرضه عشرة أميال (255). ويبدو هذا الجبل من بعيد كأنه مغطى بالغابات ومهجور. ولكن كل هذه الأشجار هي أشجار زيتون ويضم
مخ ۲۹۴