ويمارس بعض الرجال، دون أن يخجل من ذلك بلاط الملك، مهنة «التباغين» (نسبة الى التبغ). فلديهم نساء ساقطات في بيوتهم وخمر للبيع ويستطيع أي شخص أن يستمتع بذلك بكل طمأنينة (158).
وقد أحصي في فاس ستمائة نبع، وهي عيون طبيعية أحيطت بسياجات من حجر مع أبواب تحفظها مغلقة. وتتوزع ماء هذه الينابيع في مختلف الحاجات ويساق إلى البيوت والى الجوامع والمدارس والفنادق. وهذا الماء مرغوب فيه اكثر من ماء النهر، لأن ماء هذا النهر ينقطع احيانا، ولا سيما في الصيف. أضف إلى ذلك انه عند ما يقتضي الأمر تنظيف القنوات يجب عندئذ تحويل مجرى النهر خارج المدينة. ولهذا اعتاد سائر الناس استعمال ماء العين. وعلى الرغم من توافر ماء النهر في بيوت الوجهاء فهم يجلبون الى منازلهم مياه العيون لأنها أكثر برودة وعذوبة، ولكنهم يفعلون العكس في الشتاء. وتقع اكثرية هذه الينابيع في غرب المدينة وفي جنوبها، لأن كل القسم الواقع في اتجاه الشمال هو في الجبل المؤلف من صخر كلسي. وهنا توجد جباب عميقة يحفظ فيها الحب لمدة بضع سنين ويعيش سكان هذه البقعة، وهم من فقراء الناس، من تأجير هذه العنابر، وتقدر الأجرة
مخ ۲۵۱