اليوم أن إحدى المدينتين لا تحوي سوى الوجهاء بينما لا تضم الأخرى إلا أناسا ليسوا من ذوي النسب العريق.
بزو: مدينة في هسكورة
بزو مدينة قديمة قائمة فوق جبل شديد الارتفاع، على مسافة عشرين ميلا إلى الغرب من المدينة السابقة الذكر (291) ويجري في أسفل هذه المدينة نهر العبيد الذي يبعد عنها بمسافة ثلاثة أميال (292)، وكل سكان بزو من التجار، وهم شرفاء وحسنو الهندام.
ويقومون بنقل الزيت والجلود والأقمشة الى بلاد السودان. وينتج جبلهم الكثير من الزيت والحبوب وكل نوع من أصناف الفاكهة الجيدة. ومن عادتهم تجفيف عنب له لون وطعم عجيبان. ويملكون أعدادا كبيرة من أشجار التين العالية والضخمة. وتصل أشجار الجوز الى ارتفاع كبير حتى إن الحدأة تعشش فيها آمنة، إذ لا يوجد إنسان لديه من الشجاعة ما يسمح له بالتسلق إلى ارتفاع كهذا. وسفح الجبل المطل على النهر مزروع برمته، فنجد فيه أشجارا تسر الناظرين تمتد حتى حافة النهر. ولقد ذهبت الى بزو في آخر شهر ايار (مايو)، في الوقت الذي كان فيه المشمش والتين ناضجين (293). وقد نزلت عند إمام المدينة، الى جانب مسجد جميل يمر من جواره نهير يعبر سوق هذه البلدة.
جبل تينو أواز
تينو اواز جبل يقع بمواجهة منطقة هسكورة، على سفح جبل الأطلس الذي يطل نحو الجنوب (294). ويستوطن هذا الجبل سكان متكاثفون. وهم شجعان جدا عند ما يكونون مسلحين، سواء كانوا فرسانا أم مشاة ولديهم الكثير من الخيول صغيرة الجئة.
وينمو في جبلهم مقادير كبيرة من النيلة والشعير، ولكن لا تنمو فيه ولا حبة واحدة من القمح بحيث لا يتغذى السكان بشيء غير الشعير. وتظهر الثلوج في هذا الجبل على مدار السنة. وبين هؤلاء السكان الكثير من النبلاء والفرسان ولهؤلاء الناس أمير يحكمهم
مخ ۱۷۷