53- قال: وحدثنا إسحاق بن صالح، عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان أن رسول الله/ صلى الله عليه وسلم قال: ((من سأل لي الوسيلة، فأكثر حلت له شفاعتي يوم القيامة)).
ما جاء في تسمية الجنات، وصفاتها
حدثنا عبد الملك قال: خلق الله الجنة يوم خلقها، وخلق فيها سبع سماوات، وفضل بعضها على بعض، وهي دار السلام، ودار الجلال، وجنة عدن، وجنة المأوى، وجنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة النعيم، فهذه سبع جنات في داخل الجنة، واسم الجنة جمعهن، وقد سماها الله عز وجل في كتابه بالجنة، فقال: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض} يعني الجنة كلها بما فيها، وقال في موضع آخر: {جنات تجري من تحتها الأنهار} فجمعها.
54- وقد حدثني مطرف عن مالك أن فتى من الأنصار يقال له: حارثة استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، فبلغ أم الفتى بالمدينة مصابه قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فاجتمع إليها النساء ليبكينه معها، فقالت لهن: لن أبكي حتى يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسأله أفي الجنة هو أم في النار؟ فإن كان في الجنة لم أبكه، وإن كان في النار، فسترين بكائي عليه، فلما سمعت بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم خرجت إليه، فلقيته، فقالت: يا رسول الله أقتل حارثة؟ قال: نعم. قالت: فأين هو/ يا رسول الله أفي الجنة أم في النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أم حارثة إنها جنان كثيرة، وإن حارثة في أعلاها))، فقالت: لن أبكيه أبدا)).
قال عبد الملك: فدار الجلال، ودار السلام منسوبتان إلى الله عز وجل، وأما جنة عدن، فإنها أوسط الجنة وهي قصبة الجنة، وهي مشرفة على الجنات، وقد ذكر ابن عباس، وسعيد بن المسيب أنها دار الرحمن التي فيها عرشه، وأن الجنات حولها، فأفضلها، وأشرفها أقربها إليها.
55- حدثني بذلك أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه قال: جنة عدن التي بها الرب تبارك وتعالى، وموضع عرشه تبارك الله رب العالمين.
قال عبد الملك: وأما جنة المأوى، فهي التي تأوي إليها أرواح المؤمنين إذا قبضت، وأما جنة الخلد، وجنة النعيم، والنعيم، والخلود خصهما الله بهذين الاسمين، وكل الجنات خلود ونعيم، وأما جنة الفردوس فالفردوس الكروم، والأعناب، وهي في جبل عال في الجنة من شجر أنهار الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((سلوا الله الفردوس، فإنها سرة الجنة، وأعلى الجنة منه تتفجر أنهار الجنة، وإن أهل الفردوس ليسمعون أطيط العرش)).
56- وحدثني ابن موسى، عن الفرج/ بن فضالة، عن لقمان بن عامر قال: سئل أبو أمامة عن الفردوس؟ فقال: هي سرة الجنة.
مخ ۲۰