89

============================================================

حمد خذني، فقلت : إليك عني، فقالت: إن تنج مني يا محمذ فإنه لا ينجو من بعدك(1) فأخاف أن تكون هذه الدنيا لحقتني فقطعتني عن رسول الله(2) .

يا قوم : فهؤلاء الأطباء بكوا وجلا أن تقطعهم الدنيا عن رسول الله بشرية ماء من حلال.

ويحك !1 وانت في أنواع النعيم والشهوات من مكلاسب السحت والشبهات، لا تخشى الانقطاع . أف لك. ما أعظم جهلك !1 ويحك !! لئن تخلفت في القيامة عن المصطفى لتننظرن إلى أهوال جزعت منها الملائكة والأنبياء . ولئن قصرت عن السباق، : فليطولن عليك اللحاق. ولثن أردت الكثير لتصيرن إلى وقوف طويل. وصراخ وعويل، ولئن رضيت بأحوال المتخلفين، لتنقطعن عن أصحاب اليمين، وعن رسول رب (1) حديث " هذه الدنيا تطاولت ، : أخرجه البيهقي واين أبي الدنيا، والبزار بسند ضعيف، وأخرجه الحاكم أيضأ في المستدرك وقال : "صحيح الاسناد" - قال العراقي : بل ضبعيف . (إحياء علوم الدين 198/3، 264).

(1) وقد كانت عناية السلف بالتحذير من الدنيا عظيمة، قال عبد الرحمن بن عبر : صاحب الدنيا ببدنك وفارقها بقلبك، وكان ابو مسلم الخولاني يترك الأكل ويقول : " الخيل إنما تجري وهي ضمر . وكان الحسن البصري يحلف أنه ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله وقال الباقر رضي الله عنه : "إذا أقبلت الدنيا على عبد أعطته محاسن غيرزه، وإذا أدبرت عنه لته اسن نفسه وقد يدعي الناس آنهم زاهدون في الدنيا، ويكن معرفة صدقهم أو كلبهم للحذر والتعليم . فإن رأيت مدعي الزهد محبا للطعام فهو كاذب، وإن رأيته غبيأ قليل الفطنة فهو كاذب ، وإن رأيته منقادا لشهوة الفرج فهو كاذب.

وبرى الفضيل بن عياض للزهد علامات هي أخفى من سابقتها، فعنده أن من أحب أن يسمع كلامه إذا تكلم فهو كاذب في دعوى الزهد. وإذا وصف الزهاد بالجهل عند الأمراء ففرحوا ورضوا فهم صادقون في دعوى الزهد . فإذا اكثر الانسان من ذم الدنيا عند أهل الدفيا، فليس بزاهد، بل هو أرغب الناس فيها، لأن نمها حييذ حرفة قبيحة ، فهو يزهدهم فيها ،!ثم ياخذها منهم .

فدعواه الزهد في المجلس أخرجته من الزهد في الحال

مخ ۸۹