271

============================================================

ليي"(2).

قلت : فكيف يكون العبد عندك في شيء من الكد الشديد، والاجتهاد الطويل ، وهو لا يجد الم ذلك ؟

قال : يكون هذا منه في كثير من الأوقات، وذلك على قدر ما استولى على القلوب من الهيبة، ووكدت فيها المعرفة، فعندها تشرق القلوب بنور اليقين على منازل المقربين، وكرامات الله للمجتهدين، فتستغرق الأوهام في تعجب نفاذ القدرة، واتقان الصنع، فتشتغل الهموم بكفر القلوب إلى ما وقع فيه وبه التعجب من استغراق معرفتها، وعجائب حسن صنع الله، والاتقان، فتنسى الأتعاب، ويشغلها عن الالتفات إلى مواضع الم الثعب، لعظيم قدر ما كشف عن أبصار قلوسهم قلت : اضرب لي مثلا أستعين به على فهم المخاطبة ليستقر عندي ما تقول.

قال : الا ترى إلى قصة يوسف عليه السلام حيث قالت له امراة العزيز : .:. اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطفن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم }(2) . الا ترى يسا فتى أنه لما فاجأ القلوب والعقول، تعجبن منه، ومن اتقان الصنع فيه، واستغرقت عقوهن، وقطعن ايديهن وهن لا يشعرن، ولا يجدن لذلك ألمأ، حتى غاب عنهن وجدن لذلك ألم القطع؟

وهكذا يا فتى، إذا استغرقت القلوب من تعجبها في حسن أيادي (6) تمام الحديث : عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر بالنبي فقال له : وكيف اصبحت يا حارثة؟ قال: اصبحت مؤمنا حقا قال : انظر ما تقول، فإن لكل شيء حقيقة، فسما حقيقة ايمانك ؟ قال : كأي أنظر إلى عرش ربي بارزا الحديث . انظر مجمع الزوائد 57/1. وقد عزاه للطبراي والبزارن. ورواية الطبراني فيها ابن لهيعة. ورواية البزار فيها يوسف بن عطية لا يحتج 2) يوسف: 31.

مخ ۲۷۱