============================================================
والعامين احتياطا لدينه فكيف يتوقف في تجريح راو من الرواة ثم يسارع إلى اغلاق باب التوبة على مسلم قبل آن يغرغر مخالفا بذلك رسول الله وإجماع الأمة على أن التوبة صحيحة من أي مسلم ما دامت روحه لم تيلغ حلقومه. هذا مستحيل تماما في حق الإمام أحمد ونكاد نقطع بأن هذا الخبر مكذوب عليه، لأنه يخالف ما تواتر عنه من الدين والورع والخوف والتوقف والعلم والدراية بالسنة من جميع وجوهها.
2 - قول الرواية عن الإمام : إن التوبة لمن اعترف قول غريب عن مسلكه وعن علمه وعن إحاطته بأحكام الشريعة والعقيدة فالتوبة أمر بين العبد وبين ربه، ولم يشترط أحد أن تكون التوبة بعد اعتراف علني للناس بالدين، فتلك هي الفضيحة التي نهى عنها الإسلام أشد النهي، ولا نعلم شيئا اسمه الاعتراف إلا في المسيحية المتأخرة . بل هو في الإسلام اعتراف العبد لربه بالذات سرا فيما بينه وبينه ثم التوبة. ومن هنا فإن هذه الرواية هي الأخرى تلحق بأختها في البطلان والتزييف على الإمام أحمد والعجيب أن الذهبي تفسه شك في رواية أوردها هو في تذكرته وأوردها الخطيب في تاريخ بغداد، خلاصتها أن الإمام استمع إلى المحاسبي من حيث لا يراه في بيت إسماعيل السراج أحد تلاميذه، ثم قال: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل هذا الرجل، ومع ما وصفت لك فلا أرى لك صحبتهم وعلق عليها الذهبي بقوله : وهذه القصة صحيحة السند لا تقع على قلبي وإنما نفر قلبه مما فيها من تناقض لا يليق بعقل كبير مثل عقل الإمام أحمد ومن ثم فإن قصة الاعتراف، وقصة إغلاق باب التوبة أدخل في نطاق إنكار الذهبي نفسه من هذه القصة فإذا تناقضت الروايات على هذه الصورة تساقطت وبقي جوهرها ، وهو : أن المحاسبي وأحمد بن حنبل أخوان على طريق السنة، لا سيما وأن المحاسبي كان شديد الإنكار على أوهام الصوفية ودعاواهم
مخ ۲۷