242

============================================================

مسالة (7) في بيان ما يفسد الزهد وفرض الزهد قلت : ما الذي يفسد الزهد؟

قال : استرواح النفس وميلها لرخص التاويل من سماع العلم والأقاويل في أخذ ما لا يضر فقده، ودوام السعي في فضول الباح، فولد عليه ذلك الرغبة الخفية، فأسر محبة نفسه على محبة ربه، فكدر عليه العيش في زهده، وأخذت الرخصة من قلبه ومن ميراث زهده بقدر ما رغب الى فضولها، فولد عليه المسألة في قلبه، فغطت بصيرة القلب، لأن ارادة الدنيا ظلمة في القلب، والزهد نور لمن صدق في تأديب نفسه بترك زينة الدنيا التي لا يضر فقدها .

فهذا المعنى الذي أفسد عليه زهده وأوهنه، وقال عبد الله بن مسعود: " من أراد الدنيا أضر بالآخرة، ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا، فأضروا بالفاني للباقي "(1) .

قلت : رحمك الله، الزهد فرض أو نافلة أو فضيلة ؟

قال : اختلف الناس في الزهد .

قلت : فما الجواب عندك؟

(1) روي هذا القول عن ابن مسعود من قوله في كتاب (معاني الزهد) لأبي سعيد بن الأعرابي ورقة 1/6 وروي عنه مرفوعا عند الطبراني في الأوسط . والصحيح رفعه

مخ ۲۴۲