231

============================================================

تخلفت عن محاسبة النفوس، وعميت عن النظر، فلا ترى النفس جميلا ترغب فيه، ولا قبيحا تأنف عنه قلت : رحمك الله أخبرني عن الهوى الذي حجبها عن المحاسبة قال : الهوى هو: تعلق النفوس بالشهوات، وميلها إلى الراحات، فعلى قدر الشهوات يتمكن منها الضعف، فيستولي عليها الهوى (2).

قلت : كيف أعاقب نفسي على ما جنت ؟

قال: تفرق بينها وبين محابها، وتأخذ سوط الخشية لها، بدوام الرعاية لها في سعيها، وتضاعف عليها آورادها، وتزيد في كدها، وتنقص من غذائها، وتقطعها عن ملاذها، وتجرعها غيظ التهديد زجرا لها، حتى يغلب سلطان رعايتك سلطان كبرها، فعند ذلك يا فتى تذل في نفسها، وتخضع بعد كبرها، وتسقط عن كلبها(2) وشرها، وتمر على الاستقامة الى خالقها، ومن الله التوفيق .

(ة) الفرق بين الشهوة والهوى . أن الشهوة حال من أحوال النفس، والهوى مقام من مقاماتها المرذولة، فالشهوة عارضة، فاذا استحكمت صارت هوى. والهوى ملكة ثابتة، وسلوك راسخ جمع شهوة أو شهوات كثيرة يصعب الإقلاع عنها، بعكس الشهوة العارضة (7) الكلب، بفتح الكاف واللام : السعار والشراهة.

مخ ۲۳۱