============================================================
قلت: رحمك الله، فما علامة الفترة، وهل يعرفها القلب ؟
قال : نعم يا فتى، أول الفترة : الكسل، فإن كان للرعاية عليه سلطان تلاشى الكسل، وإلا تزايد حتى يصير جزعا، فإن كان للإشفاق عليه مانع (3) ، وإلا تزايد حتى يصير نفورا من الطاعة، فإن كان للنية(4) في قلبه موضع وإلا صار شرودا، ونعوذ بالله من ذلك.
فإذا صار إلى الشرود خرج من سلطان الخوف إلى غرة الأمن، فاتسعت به الخطا إلى مواطن الهلكة، فكشف عنه ستر العدالة، وفضحته شواهد العزة(5)، وذلك من قلة محاسبة النفس.
(3) أي : أن منعه الحخوف عن الاسترسال في الجزع ، ورده إلى السهولة، وإلا تحول الجزع إلى نفور.
(4) قد ينفر الإنسان من الطاعة ولكنه ينوى أن يعاودها بقوة وعزم . وهذه النية آخر ما يبقى في القلب من اعلام الاستقامة .
(5) كتب المؤلف كتابا صغيرا فصل فيه قصة التوبة ومداخل النفس والشيطان فيها ، هو (بده من أثاب إلى الله) وقد نشرناه بتحقيقنا باسم (التوبة) وهو ملحق بهله المجموعة . فارجع اليه للزيادة من العلم بهذا الموضوع . ومعنى كشف ستر العدالة أن حال المسلم مبني على الستر، وما لم يجاهر بصية فهو عدل في نظر المسلمين فإذا شرد جاهر وانكشف هذا الستر. ومعنى فضيحة شواهد العزة : أن اغتراره بالله وبأنه غفور رحيم مع المجاهرة فضحه بين جهور المسلمين
مخ ۲۲۸