223

============================================================

كنت عليه من حال الاصرار على العقود(4)، والفزع من عارض داعي الذنب(6)، لأن الله عز وجل يقول : { وكم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)(2).

قلت : بم يبتديء الرجل من التوبة 4 قال : بترك الذنب من فعله، والخيانة من ضميره، والمداهنة في معاملته، والمواراة في مذهبه (1) ، وبرد المظالم على اهلها ، ويؤدي كل ما كان عليه من حق له وللعباد ، لأن الله عز وجل يقول : إلا الذين تابوا وأضلحوا وبينوا فأوليك اتوب عليهم وآنا التواب الرحيم}(2) .

قلت : فما الذي يجب عليه بعد ذلك ؟

قال : اصلاح القوت(9)، لأن منزلة القوت من الدين كمنزلة الرأس من الجسد، فإذا أصلح الرأس صلح جميع الجسد، وكذلك يا فتى إذا صلح القوت في الدين، زكت الجوارح بأعمال المطيعين.

قلت : ثم ماذا يجب بعد ذلك ؟

قال : الأسى على ما فات، واصلاح ما هوآت، والاستغفار باللسان من (4) يعفي : اذا عقدت العزم على التوية، فاعزم على الا تعود الى حل إصرارك على هذا العقد كما كثت تفعل من قبل.

(5) القزع من عارض داعي الذنب، أي : الهرب من كل ما يدعو إلى الذتب، من رفقة السوء، وأماكن الفسق، والنظر إلى الشهوات ، وأمثال ذلك .

(6) آل عمران: 135.

(7) خيانة الضمير : الميل إلى حب الذتب بالقلب ، مع اجتتابه في الظاهر والداهنة : اصطناع الخلق الحسن نفاقأ لجلب مصلحة شخصية والموارة: موافقة الكل في مذاهبهم خشية الخلاف، مع تضيع الحق (8) البقرة: 160.

(9) اصلاح القوت : يعني تحري الحلال الخالص من الطعام والشراب . فكل لحم نبت من حرام فالنار أولى به . وانظر للمحاسي (أعمال القلوب والجوارح ص 195، والوصايا الباب التاسع عشر)

مخ ۲۲۳