============================================================
الحق عنده سواء، وعسى لا يساوي بين الذام والمادح في البر والتكرمة لهما، ولا يساوي لهما في الوجدة عليهما فالعابد منقوص بذلك عن حقيقة الصدق وما يشعر (1).
فمتى شتم فاسألوا عابدكم عن نفسه، وليقل الحق. هل يجد للمدحة والتعظيم مثل كرهه المذمة ؟ وهل يرضى بالذمة كرضاه بالمدحة ؟ وهل يستقبل الذام كما يستقبل المادح ؟ وهل يخف على قلبه الذام كما يخف المادح ؟ فإن زعم أن الذام والمادح يجريان عنده مجرى واحد، والمدح والذم عنده سواء، فإن جعلوا في ناحية العابد عصابة يعرف بها ويشار إليه، فإنه إمام زمانه كما يزعم. والله سائله عن دعواه، وعسى يرجع عند المساءلة عما ادعاه وان أقر عابدكم أن المدحة والمذمة لا يستويان عنده، فالصدق أولى به وبنا، والاعتراف انجى له ولنا، ولذلك المادح والذام لا يستويان عنده وفقنا الله وإياكم للصدق في جميع الأحوال: (1) قال ابو حازم : كل مودة يزيد فيها اللقاء مدخولة، وإنا انتفى الصدق عن مثل هذا العابد، لأن .
من لم يعرف ما طوى في تفسه من الصفات كيف يدعي مضرفة ربه فادعاؤه المعرفة في هذه الحالة دعوى بلا دليل، وهي زور وبهتان والعابد في هله الحالة كذلك ساكن الى الخلق مستأنس.
بما مطمثن اليهم وقد قال أبو الحسين محمد بن سعيد الوارق : الأنس بالخلق وحشة، والطمانينة اليهم مق، والسكون إليهم عجز، والاعتماد عليهم ومن، والعقة بهم ضياع، وكل تلك صفات تعارض الصدق وتنافيه ومن ايتلى بمثل ما ابتلي به هذا العابد فليشحذ كل مواهبه في علاجها. فقد اكبر الصوفية تلبيسات النف وفطتوا إليها، ونبهوا على خطورتها قال أبو يكر الطمستاني : "النفس كالنار إذا أطفئت في موضع تأججت في موضع، وكذلك النفس إذا هذبت من جانب ثارت من جانب آخر، .
وخير علاج لها ما يراء الأستاذ ابو السعد ابو العشائر المتوفى عام 644 ه، حيث يقول : ويجب على السالك إذا راى من نفسه خلقا سييأ أن يدخلها في كسل ما يسوعها ويضها حتى ترجع له مطيعة، فإنها هي العقبة التي تعبد الله الخلق باقتحامها، وما دام لها حركة لا يصفو لها الوقت ، وما دام لها خاطر لا يصفولها الذكر"
مخ ۱۸۹