185

============================================================

تجبرا منك، لقد تعرضت لسخط الجبار عز وجل، أعاذنا الله وإياكم من ذلك:.

وأما الخصلة الثالثة : فرجل إجترأ على الله بباطل افتراه، وبزور يقوله عليك ليسبك به، فقد أت البائس على نفسه. وأما الذي نالت من أذاه وقول الزور فيك فيما إكتسبت يداك (1)، وعقوبة الذنوب، وكفارة المساوىء، وأجر عظيم يساق إليك.

اخواني : فاغتنموا نفع المذمة، فإنه بلغنا عن بعض أهل العلم قال : حسناتك من عدوك اكثر من صديقك" . لأن صديقك يدعولك، فإما يجاب له وأما عدوك فيقع فيك ويغتابك. وإنما هي حسنات يزفها إليك عفوا صفوا حلالا. ولا يرضي حتى تقول : اللهم أملكه (2) . فقل : اللهم أصلحه، اللهم ارجع به ، اللهم تب عليه، فتكتب لك حسنات. فهذه منافع لك من عدوك وقد مكنك من حساته فيظ القيامة تحكم فيها فهذه منافع لك من عدوك، وقد مكنك من حسناته في القيامة تحكم فيها فالذام والمذمة أنفع لك في دينك وآخرتك من المادح والمدحة.. وإنما يتذكر أولو الألباب.: آخي : فبادر بالعفو عمن ذمك واغتابك عند الفقر إليك (3)، (فذاك) (4) أعظم من جرحك بينك وبين ربك (5)، فإن أنت طالبت من ذمك (() أي : من ذنوب سابقة (1) لا يرضى الذام حتى بهلك من صلب حسناته، وهو يسترد حسناته بدعائك عليه ولنا في سيد الخلق أسوة في فلسفة الذم حيث رد قمة الذم له من قريش : و اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون". ويصعد صاحب الخلق العظيم صلوات الله وسلامه عليه وراء الطبائع والعقول البشرية حينما ناله أشد الذم قولا وعملا في الطائف : " . ... إن لم يكن غضب علي فلا أبالي،. وهي مرتبة النعيم بالذم : (2) اي : عند حاجته إليك (4) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول (5) أي : إن العفو عن الذام لك، اعظم من ان يجرحك الله بكراهيتك له وردك عليه بالنم وجاءت العبارة في الأصل غامضة هكذا، فبادر بالعفو عمن ذمك واغتابك عند الفقر إليك بأعظم من جرحك .... الخ:

مخ ۱۸۵