182

============================================================

الى نفسك، ويزيل عنك النعم، ويهتك عنك الستور، ويبدي الذي يعلم من قبائحك للعالمين ويحك !! لقد عظمت مصيبتك، إذا استبدلت بمدحة الملك الأعلى، ورضيت بتزكية العبيد الأذلاء، وآثرت الرفعة في الدنيا على الدرجات العلى، وانحططت عن العلو عند الله إلى السفلي 11 ويحك !! تدبر ما دهاك به الشيطان، أراد أن ترضي بتزكية العبيد كيلا تكون عند الله زاكيأ ولا حميدا.

ويحك !! إن خير الأمة [كانوا ](1) إذا بلي بالمدحة أحد منهم ، كره ذلك وساعه، ومتى وجد نفسه سيئا استغفر الله واستعاذ به من شر ما بلي به، وهر المادح، ومن العود إلى المدحة، وشكوا الذي وجدوا من ذلك الى رسول الله فأمرهم بالاستغفار والاستعاذة من شرها : فهؤلاء أهل الفضل والتقي، وأهل المدحة في الأرض والسماء، وكرهوا المدحة، ويرضى بها [ الجاهل ](2) كأنه من أهلها، وهو أبعد الناس من استحقاقها، وسيرد الجاهل إلى ربه، فيعرض عليه ذنبه وأقذاره، فيجازى بالذي هو أهله، أو يعفو الكريم بفضله.

فتأسوا بخيار الأمة، ولا ترضوا بالمدحة ولا تتعرضوا للمقت، وجاهدوا أنفسكم على نفي ما بليتم [ به ](2) من حلاوة المدحة بالكراهية كفعل المهتدين.

فهذا فضل ما بين الرجلين : أحدهما يكره أن يمدح وهو للمدحة أهل : والآخريحب أن يمدح وهو غير مستوجبها عصمنا الله واياكم من السوء برحمته (1) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول (2) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول (3) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول :

مخ ۱۸۲