178

============================================================

الخحوف والحذر أفضل من الركون إلى المدح : أفتنا برأيك أيها المفتون، اي الأمريين أصلح لديننا؟ أن نخاف وتحذر ما حذرنا رسول الله من ضرر المدحة، ونجاهد أنفسنا على نفي السرور من القلوب إذا بلينا به، ونستغفر الله تعالى منه ؟ أو نتكل على قولك إن الفرح والرضى بالمدحة لا يضر، فنزكي أنفسنا لقول المغرور(1) ونرضى بالمدحة، ونرتاح لها لرضاك بالمدحة وإرتياحك لها؟

ثم تحسب آنك مع ذلك من المخلصين، وعساك بشر المنازل عند الله تعالى، غير زكي ولا حميد.

أف لك أيها المغرور الفاسق لنفسه وللأمة . تذكر ما أقول لك، فاني ناصح لك، (يجب أن)(2) تكره المدحة، وتخشى الفتنة فيها، فقد خوفك رسول الله منها، ومتى وجدت حلاوة المدحة والسرور بها، فجاهد نفسك على أن تقي ذلك عن قليل، واستغفر الله تعالى من فرحك بالمدحة، كتائب من الذنوب، وكن بعد المجاهدة والتوبة خائفا الا تكون نصحت في التوبة، ولم تجاهد نفسك في الله حق جهاده، لأنك لم تصل إلى بغض المدحة، ولا إلى الغضب على المادح، كفعل الصحابة رضي الله عنهم . فكن عارفا بإساءتك إذا فرحت بالمدحة، وكن وجلا من العقوبة إذا رضيت بها، وكن مشفقا لعلك ألا تكون عند الله تعالى من المحبين لها، فإن علمك بها أنفع من العبادة مع الجهل بما وصفنا(3).

(1) في الأصل : إلى قول المغرور.

(2) ما بين المعقوفتين : سفطت من الأصول.

(3) تلك دعوة إلى تصحيح العبادة وليست دعوة إلى هجران العبادة فالعبادة لا تتم مع الفرح بالمدح بها أو بالعلم فيها أو في غيرها لأنها فرض، وحتى النوافل لا يجوز الفرح بها لأنها الجبر ما نقص من الفرض، وليس هناك نافلة خحالصة الثواب إلا للرسول "ومن الليل فتهجد به نافلة لك ولكن النافلة من غيره كالفرض، محاولة للتقرب من جناب الله أما ما جاء في الحديث القدسي : "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحبيته كنت عه الذي يسع به، وعينه الي يبصر بها، ويده التي يبطش بها. .. . الحديث. فظاهر

مخ ۱۷۸