136

============================================================

الباب الثاني والعشرون في خشوع القلوب مع الآبدان اخواني : فإذا حضر الناس في الصلاة أبدانهم، وتخشعوا بالجوارح، وقلوبهم ساهية عن ربهم في الخشوع الا فراقبوا الله، وأحضروا القلوب مع الأبدان، وقوموا لله مقام العبيد بين يدي آربابهم، بخشوع وهيبة، واستكانة وتعظيم، فقد يعظم بعضكم بعضا، وتقتنون لمخاطبة العبيد تعظيما وإستحياء، أو رجاء أو مخافة الله أولى بالتعظيم : أيها الناس: أفليس الله عز وجل أولى بالتعظيم والاستحياء، سبحانه وتعالى؟ !.

يا قوم: أفجهلتم فضل الله عز وجل على العباد، فلم لا تعظموا الجبار عز وجل بأكثر من تعظيمكم المخلوقين ؟ فلا أقل من أن تنصتوا ويحكم لكلام الله عز وجل، كما تنصتون لكلام العبيد، كيلا يكون الرب عز وجل أهون عليكم من عبيده، تعالى الله عن ذلك الا فراقبوا الله إخواني : واعرفوا قدر من قمتم له، وعظموه وهابوه، فقد روى بعض أهل العلم في قوله عز وجل : وقوموا لله قاتتين}(1) قال: (1) البقرة، آية: 238.

مخ ۱۳۶