124

============================================================

الباب السابع عشر في تفاوت العاملين بالبر اخواني : اعلموا أن الكلام كثير، وفنون العلم غير محدودة، وخير القول ما ابتغي به وجه الله تعالى، وأفضل العلم ما عمل به لوجه الله تعالى .

فانصتوا لما سالتم عنه بآذان واعية، وأفئدة حاضرة، وقلوب فهمة لخزائن العلم محتملة، وعلى العلم مضمرة، وبالعلم بالله عالمة عاملة، وفقنا الله وإياكم لذلك.

تفاضل العاملين في العلم وحسن النية : فاما ما سألتم عنه من أحوال قوم عملوا بالبر جميعا بالسواء، وبعضهم عند الله أعلى وأوزن أعمالا من بعض. لقد بحثم عن علم كبير، ووصف كثير، وتفاوت بين العباد بعيد، وسأصف بعض آخوالهم بمن الله وارشاده ذلك بأنهم تفاضلوا بالعلم، وحسن النية، وصدق اللسان والورع، فإن للأعمال حدودا، وعلى العامل فيها شروطا والعبد إذا كان جاهلا بحدود أعمال أو آداب الدين، لم يتوجه لتحري مسرات الله تعالى . ولا لاجابة الحق في عمله. ولا في نيته وكذلك إذا جهل أدواء النفوس، ومكائد الشيطان، ولم يتوق على أعماله، ولم يحسره آن يتحرز من أعداء دينه ونفسه وعدوه، ويزينان له أمور دنياه عن اخرته، ويرغبانه فيما وافق هواه، وفيما يزينه للناس ويشينه عند

مخ ۱۲۴