109

============================================================

الباب الحادي عشر في العجب بالأعمال اخواني : إتقوا الإعجاب [وحافظو](1) على أعمالكم أن تستكثروها لربكم عز وجل، فيمقتكم الله عز وجل على ذلك . وإعلموا أن أعمالكم لا تقوم بشكر نعمة واحدة من نعم الله تعالى عليكم، بل النعمة الواحدة تستوجب جيع أعمالكم كلها. وسائر النعم وافرة وسيطالبكم(2) بشكرها، فما ظنكم ؟

وبعد: فإن أعمالكم بالبر نعم من الله عليكم مجددة، فمتى تسأتون بشكرها. ولئن شكرتم فإن شكركم لنعم مجددة عليكم، ولولا إلهامه إياكم الشكر لما شكرتم، ولا توجهتم له أبدا وبعد: فلو عرفم عظمة الله وكبرياءه وجلاله، والذي هو له أهل لاستحيتم من ذكر أعمالكم، ولو علمتم قدر آيادي الله ونعمه عليكم بشكرها فكيف تستكثرون أعمالكم المشوبة بالآفات؟ وكيف يعجب بأعماله من كانت الاعمال مننا من الله عليه، وعليه من المنن في الدين والدنيا اكثر من أن يحد أو يحصي ؟ ومن يعلم إلا الممن بها؟

فيا للمقصر في الشكر!1 ما أزين به الاستحياء، وما أولى به الوجل من ذكر أعماله

مخ ۱۰۹