ورثه د هېریدلي شاهيانو: له منځه تلونکي دینونه په منځني ختیځ کې
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
ژانرونه
هاجر أبو شهاب، وبقية أفراد عائلته، وميرزا إلى أمريكا الشمالية؛ حيث هاجر أبو شهاب إلى الولايات المتحدة، وميرزا إلى كندا. وظلت بينهما صلة وثيقة. ربما كانت تجربتهما المشتركة على الحدود هي التي دفعت أبا شهاب إلى أن يتواصل من ميرزا ويطلب منه أن يكون «أخاه في الحياة الأخرى» أو مرشده الروحي. ففي الأجيال السابقة، كانت هذه العلاقة شبه سلطوية، تنطوي على طاعة الرجل العلماني المطلقة للشيخ. ويصادق على العلاقة بأخذ تراب من أرض لالش، وتشكيله على هيئة كرة، تمثل العالم، وتخلط بماء من كانيا سبي المقدس، أو «النبع الأبيض» في لالش. ثم تتشابك يدا الأخوين الروحيين والتراب المبلل بينهما. هذه اللفتة الأخوية ليست فقط بادرة تربط الإيزيديين بعضهم ببعض. إنها أيضا تذكرة بالزمن الماضي عندما تعلمت الثقافات العادات بعضها من بعض وانتهجتها. إنها المساهمة الأساسية للإيزيديين في الحياة الغربية؛ فهذه هي العادة التي تحولت إلى عادة التصافح بالأيدي التي نعرفها، وذلك بفضل الديانة الميثرائية.
الفصل الثالث
الزرادشتيون
ولدت لال شاهرفيني في عشرينيات القرن الماضي في مدينة يزد، وهي واحة في قلب إيران محاطة بتلال منخفضة وجرداء. وفي الوقت الحاضر، أعلنت اليونسكو أن مدينة يزد القديمة بأكملها موقع تراثي عالمي. فالجدران المبنية من الطوب اللبن تحيط بالأزقة والشوارع التي لا يمكن للسيارات المرور فيها. وتلوح في الأفق أبراج الرياح الطويلة، وهي تصميمات بدائية رائعة لمكيفات هواء، على شكل مداخن ضخمة، تلتقط نسائم الصيف وتنزل بها إلى المنازل شديدة الحرارة. وتؤدي سلالم غامضة إلى صهاريج كان الناس يوما ما يحتمون عندها من الحرارة، والتي يمكن أن تصل في الصيف إلى 45 درجة مئوية. في الميدان الرئيسي توجد عجلة من الخوص حجمها أكبر من حجم رجل، وهي نسخة طبق الأصل من قبر الحسين الذي يحمله المسلمون حول المدينة على أكتافهم مرة كل سنة؛ باعتباره عملا من أعمال التوبة.
لم تذهب لال مطلقا لمشاهدة تلك العروض الإسلامية لإحياء ذكرى مقتل الحسين، أو للصلاة في المسجد بقبابه الفيروزية المزخرفة والمئذنة الطويلة. فهي لم تكن مسلمة؛ فطائفتها الدينية كانت أصغر وأقدم. وكان لشعبها أعياده واحتفالاته الخاصة، مثل الانقلاب الشمسي الشتوي، عندما يظلون مستيقظين طيلة أطول ليلة في السنة، ويحضرون البطيخ والرمان من المخازن لتناولهما بينما يحكون القصص حتى الفجر. وكان الانقلاب الشمسي الربيعي، عندما يصبح النهار أخيرا أطول من الليل، أهم عيد في السنة لديهم. وكانت الطهارة أساسية في حياتهم: ولتحقيق ذلك، مارست لال طقسا يتطلب الاستيقاظ مدة تسع ليال، رش خلالها أحد الكهنة بول ثور على جسدها وأعطاها بضع قطرات منه لتبتلعها. وأعلنت أنها، بمحض إرادتها، ستنضم إلى «إخوة وأخوات في الخير».
مدينة يزد القديمة، المبنية من الطوب اللبن التي يعود تاريخها إلى قرون عديدة في الماضي، لا يزال موجودا منها بعض الأجزاء. يسارا «النخل» الذي يرمز إلى وفاة الحسين، حفيد النبي محمد؛ ويستخدم في المسيرات السنوية. صورة مأخوذة بواسطة المؤلف.
وبدلا من كراهية الكلاب، كما كان يفعل مسلمو يزد، كلفتها عائلتها بتقديم الطعام لها كل ليلة، قبل أن يكون بوسعها هي وعائلتها أن يتناولوا وجبتهم الخاصة. وبدلا من الصلاة في مسجد، قدمت عائلتها ابتهالات وخشب صندل محروقا أمام نار مقدسة في معبد قريب. وكل ليلة كان والدها، الذي كان يعمل كاهنا، يصعد إلى سطح منزلهم المبني من الطوب اللبن؛ حيث كانت تراه يقف هناك حاملا سدسا وإسطرلابا، ويجري قياسات على النجوم. كانوا يستخدمون في صلوات الأسرة اللغة الأفستية، وكان العصر الحديدي هو آخر مرة تستخدم فيه هذه اللغة في الحديث اليومي. وكانوا يتحدثون في المنزل لغتهم الخاصة، التي أطلق عليها الآخرون بازدراء اسم «جبري»؛ لأنه لم يكن يتحدث بها أو يفهمها إلا أولئك الذين كانوا يدينون بدينهم.
كان معظم الإيرانيين قبل مجيء الإسلام يمارسون تقاليد التي تتبعها لال. وعندما سافر فرسان محافظة فارس في القرن السادس قبل الميلاد شمالا، وشرقا، وغربا لغزو جيرانهم وبناء أكبر إمبراطورية شهدها العالم حتى الآن، والتي أطلقوا عليها اسم بلاد فارس، كان دين لال هو الدين الذي اتبعوه. وقد وصل إليهم من آسيا الوسطى، حيث أسسه نبي يدعى زرادشت ربما في نحو عام 1000 قبل الميلاد. ويطلق على أتباعه في الغرب اسم الزرادشتيين. ويطلق عليهم العرب اسم المجوس، على اسم كهنتهم، «الماجي» (ويطلق عليهم أيضا اسم «الموابذة»). يعرفون في الهند باسم البارسيون، وهو الاسم الذي أطلق عليهم بعد وصولهم لاجئين من بلاد فارس بعد مدة وجيزة من الفتح الإسلامي. وغالبا ما صور المسيحيون الأوائل الحكماء الثلاثة الذين قيل إنهم زاروا يسوع على أنهم زرادشتيون فارسيون: ومع أن هذا لم يذكر مطلقا في سرد إنجيل متى نفسه، فإنه كان اختيارا محظوظا. فعندما احتلت الجيوش الفارسية بيت لحم عام 614 ميلادية، يقال إنهم أنقذوا كنيسة المهد من الدمار الذي ألحقوه ببقية المدينة؛ لأنهم رأوا رسما لثلاثة كهنة مجوس عند مدخل الكنيسة.
وبحلول الزمن الذي عاشت فيه لال، اضمحلت الديانة الزرادشتية التي كانت يوما ما الديانة المهيمنة في إيران؛ فمجتمعها، الذي كان من آخر المجتمعات التي نجت من قرون من سوء المعاملة، كان يبلغ عدده خمسة وثمانين أسرة فقط تعيش في الحي ذاته من المدينة، وهي مجموعة صغيرة حتى أن لال كانت تعرفهم جميعا. وإجمالا، يوجد أقل من مائة ألف من الزرادشتيين في العالم اليوم. لكن إسهاماتهم في أديان العالم، بما في ذلك ديننا، تجعلهم أكثر أهمية مما يوحي به هذا الرقم. فوفقا لنيتشه، اخترع زرادشت الأخلاق. والأمر الأكثر يقينا هو أن تعاليم زرادشت كانت تتضمن فكرة أن العالم تشكل من الصراع الدائم بين الخير والشر. وأعلن في الجاثا، وهي قصائد تشكل أقدم وأهم جزء من النصوص المقدسة الزرادشتية، الأفستا: «من بين هذين الاثنين، فليختر الحكيم الصواب.» فعبدة الآلهة الباطلة اختاروا الشر، وكان على أتباعه أن يتركوا تلك الآلهة، ويعبدون بدلا منها الإله الحكيم أهورا مزدا، ويفعلون الخير في خدمته.
في القرون اللاحقة تطور هذا الفكر اللاهوتي ليصبح تفسيرا لنقائص العالم. فلماذا يوجد الليل، والشتاء، والمرض، والهوام الضارة؟ أوضح الزرادشتيون أنها من عمل أنجرا ماينيو، الخصم، الذي أرسل حيوانات شريرة لإيذاء الحيوانات الصالحة التي خلقها أهورا مزدا. أهورا مزدا خلق النور؛ أما أنجرا ماينيو فلوثه باختراع الظلام. جلب أهورا مزدا الحياة؛ لكن أنجرا ماينيو أفسدها جزئيا بإدخال المرض. جسد أهورا مزدا الخصوبة؛ بينما جلب أنجرا ماينيو الصحراء. كان الفرح الأبدي يعم مملكة أهورا مزدا؛ بينما كان العذاب يعم مملكة أنجرا ماينيو. وعلى الرغم من أن الزرادشتيين كانوا يتطلعون إلى النصر النهائي للخير على الشر، كان عليهم المساعدة في تحقيقه.
ناپیژندل شوی مخ