126

Warathat al-Anbiya (The Inheritors of the Prophets)

ورثة الأنبياء

خپرندوی

دار القاسم

ژانرونه

توقير العلماء واحترامهم
عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: كنا جلوسًا في المسجد إذ خرج رسول الله ﷺ فجلس إلينا فكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم أحد منا (١).
وهذا عبد الله بن عباس ﵄، مع جلالته ومنزلته، كان يأخذ بركاب دابة زيد بن ثابت الأنصاري ويقول: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا (٢).
وكان كثير من السلف يقول: ما صليت إلا ودعيت لوالدي ولمشايخي جميعًا (٣).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإذا كان الرجل قد علمه أستاذ؛ عرف قدر إحسانه إليه وشكره (٤).
فلا يجتمع التعلم مع الكبر، ولا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ (٥).
قال الغزالي: ومعنى كونه ذا قلب أن يكون قابلًا للعلم والفهم، ثم

(١) رواه البخاري.
(٢) أخرجه الحاكم.
(٣) السير ١٠/ ٨٢.
(٤) مجموع الفتاوى ٢٨/ ١٧.
(٥) سورة ق، الآية: ٣٧.

1 / 129