105

ثم قال لأصحابه: قوموا فاركبوا.

فركبوا، وانتظروا حتى ركبت نساؤهم.

فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف.

فقال الحسين [(عليه السلام)] للحر: ثكلتك امك! ما تريد؟!.

قال: أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر امه بالثكل أن أقوله كائنا من كان، ولكن- والله- ما لي الى ذكر امك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه! (1).

فقال له الحسين [(عليه السلام)]: فما تريد؟

قال الحر: اريد- والله- أن أنطلق بك الى عبيد الله بن زياد!.

قال له الحسين [(عليه السلام)]: إذن والله لا اتبعك!.

فقال له الحر: إذن والله لا أدعك!.

ولما كثر الكلام بينهما قال له الحر: إنى لم أومر بقتالك، وإنما امرت ألا أفارقك حتى اقدمك الكوفة، فاذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تردك الى المدينة تكون بيني وبينك نصفا حتى أكتب الى ابن زياد، وتكتب أنت الى يزيد بن معاوية إن أردت أن تكتب إليه، أو الى عبيد الله بن زياد إن شئت، فلعل الله الى ذلك أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن ابتلى بشيء من أمرك، فخذها هنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسية [كان هذا وهم بذي حسم] وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا، [ف] سار الحسين في أصحابه والحر يسايره] (2).

مخ ۱۷۱