وقال علاقة التيمى (2): أعوذ بربي أن تكون منيتى * كما مات في سوق البراذين أربد تعاوره همدان خفق نعالهم * إذا رفعت عنه يد وضعت يد قال: وقام الأشتر فحمد الله وأثنى عليه فقال: " يا أمير المؤمنين، لا يهدنك ما رأيت، ولا يؤيسنك من نصرنا ما سمعت من مقالة هذا الشقى الخائن.
جميع من ترى من الناس شيعتك، وليسوا يرغبون بأنفسهم عن نفسك، ولا يحبون بقاء بعدك.
فإن شئت فسر بنا إلى عدوك.
والله ما ينجو من الموت من خافه، ولا يعطى البقاء من أحبه، وما يعيش بالآمال إلا شقى.
وإنا لعلى بينة من ربنا أن نفسا لن تموت حتى يأتي أجلها، فكيف لا نقاتل قوما هم كما وصف أمير المؤمنين، وقد وثبت عصابة منهم على طائفة من المسلمين [ بالأمس ] فأسخطوا الله، وأظلمت بأعمالهم الأرض، وباعوا خلاقهم (3) بعرض من الدنيا يسير ".
فقال على عليه السلام: " الطريق مشترك، والناس في الحق سواء، ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة فله ما نوى وقد قضى ما عليه ".
ثم نزل فدخل منزله.
نصر: عمر بن سعد قال: حدثنى أبو زهير العبسى، عن النضر بن صالح، أن عبد الله بن المعتم العبسى، وحنظلة بن الربيع التميمي، لما أمر على عليه السلام الناس بالمسير إلى الشام، دخلا في رجال كثير من غطفان وبنى تميم على
__________
(1) العمية، بكسر العين وتشديد الميم المكسورة والياء المفتوحة المشددة، ويقال أيضا " عميا " بوزنه مع القصر، أي ميتة فتنة وجهالة.
(2) بدلها في ح: " فقال بعض بنى تيم اللات بن ثعلبة ".
(3) الخلاق، بالفتح: الحظ والنصيب من الخير.
مخ ۹۵