307

(*) القائلين الفاعلين في التعب * والمطعمين الصالحين في السغب أفناهم يوم الخميس المعتصب (1) قال: فأرسل إليه معاوية بألف درهم.

نصر، قال عمر: حدثنى خالد بن عبد الواحد الجزرى (2) قال: حدثنى من سمع عمرو بن العاص قبل الوقعة العظمى بصفين، وهو يحرض أصحابه بصفين، فقام محنيا على قوس فقال: الحمد لله العظيم [ في ] شأنه، القوى في سلطانه، العلى في مكانه، الواضح [ في ] برهانه.

أحمده على حسن البلاء، وتظاهر النعماء، وفي كل لزبة من بلاء (3) أو شدة أو رخاء.

وأشهد ألا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله.

ثم إنا نحتسب عند الله رب العالمين ما أصبح في أمة محمد صلى الله عليه من اشتعال نيرانها، وظلام جنباتها، واضطراب حبلها، ووقوع بأسها بينها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين.

أولا تعلمون أن صلاتنا وصلاتهم، وصيامنا وصيامهم، وحجنا وحجهم، وقبلتنا وقبلتهم ، وديننا ودينهم واحد، ولكن الأهواء متشتتة (4).

اللهم أصلح هذه الأمة بما أصلحت به أولها، واحفظ فيها بنيها (5).

مع أن القوم قد وضئوا بلادكم، وبغوا عليكم فجدوا في قتال عدوكم، واستعينوا بالله ربكم، وحافظوا على حرماتكم ".

ثم إنه جلس، ثم قام عبد الله بن العباس خطيبا فقال:

__________

(1) المعتصب، وصف من قولهم يوم عصيب أي شديد.

وفي الأصل: " المغتصب ".

(2) ح: " الجريرى ".

(3) اللزبة: الشدة.

ح: " رزية ".

(4) ح: " مختلفة ".

(5) ح: " واحفظ فيما بيننا ".

مخ ۳۱۷