285

(*) نجالد غسانا وتشقى بحربنا * جذام ووتر العبد غير طلوب (1) فلم أر فرسانا أشد حفيظة * إذا غشى الآفاق نفح جنوب أكر وأحمى بالغطاريف والقنا * وكل حديد الشفرتين قضوب وقال ابن الكؤاء:

ألا من مبلغ كلبا ولخما * نصيحة ناصح فوق الشقيق فإنكم وإخوتكم جميعا * كباز حاد عن وضح الطريق وبعتم دينكم برضاء عبد * أضل بها مصافحة الرقيق (2) وقمتم دوننا بالبيض صلتا * بكل مصانع مثل الفنيق (3) وساروا بالكتائب حول بدر * يضئ لدى الغبار من البريق يعنى بالبدر عليا.

حتى إذا كان يوم الخميس التاسع من صفر، خطب الناس معاوية وحرضهم وقال: " إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وحضركم ما قد حضركم.

فإذا نهدتم إليهم إن شاء الله فقدموا الدارع، وأخروا الحاسر، وصفوا الخيل مجنبين، وكونوا كقص الشارب، وأعيرونا جماجمكم ساعة، فإنما هو ظالم أو مظلوم.

وقد بلغ الحق مقطعه، والناس على تعبئة أخرى ".

نصر، عن عمر قال: حدثنى رجل عن جابر، عن الشعبى قال: قام معاوية يخطب بصفين قبل الوقعة العظمى فقال: " الحمد لله الذى علا في دنوه، ودنا في علوه، وظهر وبطن، وارتفع فوق

__________

(1) غير طلوب: أي قريب سهل المنال.

وأصله من قولهم " بئر طلوب " أي بعيدة الماء.

(2) العبد: العبيد، والأصل فيه ضم الباء، وسكنها للشعر.

(3) المصانع: الفرس الذى لا يعطيك جميع ما عنده من السير، له صون يصونه، فهو يصانعك ببذله سيره.

وفي الأصل: " مضالع " ولا وجه له.

والفنيق: الفحل المكرم.

مخ ۲۹۵