282

(*) نصر، عن عمر قال: حدثنى رجل من بكر بن وائل، عن محرز بن عبد الرحمن [ العجلى (1) ] أن خالد بن المعمر قال: " يا معشر ربيعة، إن الله عز وجل قد أتى بكل رجل منكم من منبته ومسقط رأسه فجمعكم في هذا المكان جمعا لم تجتمعوا مثله، منذ نشركم في الأرض (2)، وإنكم إن تمسكوا أيديكم تنكلوا عن عدوكم، وتحولوا عن مصافكم (3)، لا يرضى الرب فعلكم، ولا تعدموا معيرا يقول: فضحت ربيعة الذمار، وخامت عن القتال (4)، وأتيت (5) من قبلها العرب.

فإياكم أن يتشاءم بكم المسلمون اليوم.

وإنكم إن تمضوا مقدمين، وتصبروا محتسبين فإن الإقدام منكم عادة، والصبر منكم سجية.

فاصبروا ونيتكم صادقة تؤجروا، فإن ثواب من نوى ما عند الله شرف الدنيا وكرامة الآخرة، ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا ".

فقام إليه رجل من ربيعة فقال: " ضاع والله أمر ربيعة حين جعلت أمرها إليك، تأمرنا ألا نحول ولا نزول حتى نقتل أنفسنا ونسفك دماءنا.

ألا ترى إلى الناس قد انصرف جلهم ".

فقام إليه رجال من قومه فتناولوه

__________

تقيه الجراح.

وفي اللسان: " وقد يلبسه الإنسان أيضا ".

قال ابن أبى الحديد: " قلت:

لا ريب عند علماء السير أن خالد بن المعمر كان له باطن سوء مع معاوية، وأنه انهزم ذلك اليوم ليكسر الميسرة على على عليه السلام.

ذكر ذلك الكلبى والواقدى وغيرهما.

ويدل على باطنه هذا أنه لما استظهرت ربيعة على معاوية وعلى صفوف أهل الشام في اليوم الثاني من هذا أرسل معاوية إلى خالد بن المعمر: أن كف ولك إمارة خراسان ما بقيت.

فرجع بربيعة وقد شارفوا أخذه من مضربه ".

(1) التكملة من الطبري.

(2) في الأصل: " هذا فرشكم الأرض " صوابه في الطبري.

(3) الطبري: " ونزلوا عن مصافكم ".

(4) خامت: جبنت.

وفي الأصل: " حامت " بالمهملة، تحريف.

وفي ح: " خاموا ".

وفي الطبري: " حاصت ".

والحيص: العدول والفرار والهرب.

(5) في الأصل: " وأوتيت " صوابه من ح والطبري.

مخ ۲۹۲