243

نصر: عن عمر بن سعد، عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب قال: مر على يومئذ ومعه بنوه نحو الميسرة [ ومعه ربيعة وحدها ] وإنى لأرى النبل بين عاتقه ومنكبيه، وما من بنيه أحد إلا يقيه بنفسه، فيكره على ذلك، فيتقدم (1) عليه فيحول بينه وبين أهل الشام، ويأخذ بيده إذا فعل ذلك فيلقيه بين يديه، أو من ورائه.

فبصر به أحمر - مولى أبى سفيان، أو عثمان، أو بعض بنى أمية - فقال على: ورب الكعبة قتلني الله إن لم أقتلك أو تقتلني ! فأقبل نحوه، فخرج إليه كيسان مولى على، فاختلفا ضربتين، فقتله مولى بنى أمية وخالط عليا ليضربه بالسيف، فانتهزه على (2) فتقع يده في حبيب درعه (3) فجذبه ثم حمله على عاتقه، فكأني أنظر إلى رجليه تختلفان على عنق على، ثم ضرب به الأرض فكسر منكبه وعضده، وشد ابنا على عليه: الحسين ومحمد، فضرباه بأسيافهما [ حتى برد (4) ]، فكأني أنظر إلى على قائما وشبلاه يضربان الرجل، حتى إذا أتيا عليه (5) أقبلا إلى أبيهما والحسن معه قائم، قال: يا بنى، ما منعك أن تفعل كما فعل أخواك ؟ قال: كفياني يا أمير المؤمنين.

ثم إن أهل الشام دنوا منه - والله ما يزيده قربهم منه [ ودنوهم إليه ] سرعة في مشية (6) - فقال له الحسن: ما ضرك لو سعيت حتى تنتهى إلى هؤلاء

__________

(1) في الأصل: " فيقدم " وأثبت ما في ح (1: 486).

(2) انتهزه، بالزاى: بادر إليه وأسرع.

قال: * وانتهز الحق إذا الحق وضح * (3) أي يد على.

في الأصل: " فوقع يده " وأثبت ما في ح.

(4) برد: مات.

(5) في الأصل: " قتلاه " وأثبت ما في ح.

(6) في الأصل: " إلا سرعة في مشيه " والوجه حذف (لا) كما في ح، وهو ما يقتضيه السياق.

مخ ۲۴۹