216

(*) من الوليد بن عقبة، فأخذ الوليد يسب بنى عبد المطلب (1) وأخذ يقول: يا ابن عباس قطعتم أرحامكم، وقتلتم إمامكم، فكيف رأيتم صنع الله بكم، لم تعطوا ما طلبتم، ولم تدركوا ما أملتم، والله - إن شاء الله - مهلككم وناصرنا عليكم (2).

فأرسل إليه ابن عباس: أن ابرز إلى.

فأبى أن يفعل، وقاتل ابن عباس يومئذ قتالا شديدا.

ثم انصرفوا عند الظهر وكل غير غالب.

وذلك يوم الأحد (3).

نصر، عن عمر بن سعد، قال: أبو يحيى عن الزهري قال: وخرج في ذلك اليوم شمر بن أبرهة بن الصباح الحميرى، فلحق بعلى عليه السلام في ناس من قراء أهل الشام، ففت ذلك في عضد معاوية وعمرو بن العاص، وقال عمرو: يا معاوية، إنك تريد أن تقاتل بأهل الشام رجلا له من محمد صلى الله عليه وسلم قرابة قريبة، ورحم ماسة، وقدم في الإسلام لا يعتد

أحد بمثله، ونجدة في الحرب لم تكن لأحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله (4)، وإنه قد سار إليك بأصحاب محمد صلى الله عليه المعدودين، وفرسانهم وقرائهم وأشرافهم وقدمائهم في الإسلام، ولهم في النفوس مهابة.

فبادر بأهل الشام مخاشن الوعر، ومضايق الغيض (5)، واحملهم على الجهد، وأتهم من باب الطمع

__________

(1) ح: " فأكثر من سبب بنى عبد المطلب ".

(2) ح: " والله إن شاء أمهلكم وناصر عليكم ".

وما في الأصل يوافق ما في الطبري (6: 7).

(3) بعد هذه الكلمة في الأصل كلام ناقص لم يرد في ح وهو: " وخرج شمر بن أبرهة ابن الصباح الحميرى فلحق بعلى في ناس من قراء أهل الشام، فلما رأى ذلك معاوية وعمرو وما خرج إلى على من قبائل أهل الشام وأشرافهم ".

وانظر ما يلى.

(4) النجدة: الشجاعة وشدة البأس.

(5) الغيض: القليل، ومنه: فلان يعطى غيضا من فيض.

ح: (1: 481).

" مخاشن الأوعار ومضايق الغياض ".

مخ ۲۲۲