209

(*) العقيلى (1) - وكانت أمهما هند امرأة من بنى زبيد - فلما التقيا تساءلا (2) وتواقفا، ثم انصرف كل واحد منها عن صاحبه، ورجع الناس يومهم ذاك.

نصر: أبو عبد الرحمن المسعودي، حدثنى يونس بن الأرقم بن عوف، عن شيخ من بكر بن وائل قال: كنا مع على بصفين، فرفع عمرو بن العاص شقة خميصة سوداء في رأس رمح، فقال ناس: هذا لواء عقده له رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلم يزالوا كذلك حتى بلغ عليا، فقال: هل تدرون ما أمر هذا اللواء ؟ إن عدو الله عمرو

بن العاص أخرج له رسول الله هذه الشقة فقال: " من يأخذها بما فيها ؟ "، فقال عمرو: وما فيها يا رسول الله ؟ قال: " فيها أن لا تقاتل به مسلما، ولا تقربه من كافر (3) " فأخذها، فقد والله قربه من المشركين، وقاتل به اليوم المسلمين (4): والذى فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا، وأسروا الكفر، فلما وجدوا أعوانا رجعوا إلى عدواتهم منا (5)، إلا أنهم لم يدعوا الصلاة.

نصر: أخبرني عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبى ثابت قال: لما كان قتال صفين قال رجل لعمار: يا أبا اليقظان: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قاتلوا الناس حتى يسلموا، فإذا أسلموا عصموا منى دماءهم وأموالهم " ؟ قال: بلى ولكن والله ما أسلموا ولكن استسلموا، وأسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعوانا (6).

__________

(1) الطبري: " يقال له عمرو بن معاوية بن المنتفق بن عامر بن عقيل ".

(2) ليست في ح.

وفي الطبري: " تعارفا " وفي الأصل: " تسايلا " (3) الضمير للواء.

وفي ح: " بها " في الموضعين، أي الشقة.

(4) ح: " قربها " و " قاتل بها ".

(5) ح: " فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه ".

ولم يرو سائر هذه الفقرة.

(6) في الأصل: " أهوانا " صوابه في ح.

مخ ۲۱۵