وهو في سطح وعليه ثياب هروية فقال : يا صعب أنا ضائع كأني انظر الى هزيمة عبد العزيز واخشى أن توافيني الأزارقة ولا جند معي. فابعث رجلا من قبلك يأتيني بخبرهم سابقا به الي. فوجهت رجلا يقال له عمران بن فلان. فقلت أصحب عسكر عبد العزيز. واكتب الي بخبر يوم يوم. فجعلت أورده على المهلب. فلما قاربهم عبد العزيز وقف وقفة. فقال له الناس. هذا يوم صالح فينبغي أن تترك أيها الأمير حتى نطمئن ثم نأخذ اهبتنا فقال كلا. الأمر قريب. فنزل الناس على غير امره. فلم يستتم النزول حتى ورد عليهم سعد الطلايع في خمسمائة فارس. كأنهم خيط ممدود فناهظهم عبد العزيز فواقفوه ساعة ثم انهزموا عنه مكيدة فأتبعهم فقال له الناس لا تتبعهم فانا على غير تعبية فأبى لفم يزل في آثارهم حتى اقتحموا عقبة فاقتحمها وراءهم والناس ينهونه ويأبى ، وكان لهم كمين فخرج الكمين واقتتلوا فقتل عبس بن طلق وقتل مقاتل وقتل الضبيعي صاحب الشرطة.
فانحاز عبد العزيز واتبعهم الخوارج على فرسخين يقتلونهم كيف شاؤا. وكان عبد العزيز قد خرج معه بأم حفص ابنة المنذر بن الجارود امرأته فسبوا النساء يومئذ واخذوا أسرى لا تحصى فقذفوهم في غار بعد أن شدوهم وثاقا ثم سدوا عليهم بابه حتى ما توافيه.
قال : ونودي على السبي يومئذ فغولي بأم حفص فبلغ بها رجل سبعين الفا. وذلك الرجل من مجوس كانوا أسلموا
مخ ۱۱۵