ينقسم الكتاب إلى قسمين: القسم الأول يتعلق بمواد الأصول كأبواب الإدغام والإمالة والهمز وغيرها. والقسم الثاني يتعلّق بفرش الحروف، ويؤلف هذا القسم معظم حجم الكتاب.
أما القسم الأول فإنّ المؤلف قد جمع في كلّ باب من أبواب الأصول حروفه التي تخصّه كالحروف التي تخصّ باب الإدغام، وباب الإمالة وباب الهمز وغير ذلك، إلا أنه قد يعيد بعض هذه الحروف في مواضعها من السّور خوفا من الالتباس، وسنتطرق إلى ذلك عند كلامنا على منهجه في فرش الحروف ونضرب الأمثلة على ذلك.
القراء الثّمانية:
وبعد أن رسم المؤلّف خطّته العامة للكتاب أخذ يشرح أحوال القراء الثّمانية وسند المؤلف الذي ينتهي إلى هؤلاء القراء، فذكر الشّيوخ الذين تلقّى عنهم تلك القراءات، والذين اعتمد عليهم في كلّ الكتاب. فمثلا في قراءة نافع يسوق المؤلّف سند شيوخه إلى ذلك القارئ عن طريق راوييه، ثم يشرع بالتّعريف بذلك القارئ والترجمة له باختصار ذاكرا ما قيل عن اسمه وشيوخه الذين قرأ عليهم، وشيئا من حياته وأخباره، وما قيل فيه، وذكر وفاته. وكذلك الحال بالنسبة للراويين اللذين يرويان عنه القراءة بالطريقة نفسها.
أبواب الكتاب:
يتناول المؤلّف أبواب هذا الكتاب بأسلوب يتّسم بالإيجاز والجمع والاستقصاء، فهو يتكلّم على كلّ باب بصورة مركّزة محاولا حصر كلّ مادة في بابها، ومبتعدا عن ذكر العلل والأخبار. والمواد التي عالجها المؤلف في هذا الكتاب هي المواد نفسها التي نجدها في كتب القراءات وحججها مع اختلاف في طريقة العرض، حيث جمعت تلك المواد على وفق نسق خاص أملاه على المؤلف الإيجاز والاختصار.
ولا بدّ لنا أن نلقي هنا بعض الضّوء على أبواب الكتاب بصورة عامة لتكوين فكرة واضحة عن مضامين الكتاب ومنهجه وطريقة عرض مادته.
يبدأ الكتاب بباب الاستعاذة وقد تحدّث فيه بألفاظ يسيرة، وخصّها بالحديث فيما يتعلق بإخفاء الاستعاذة والجهر بها ولم يستطرد بالكلام عليها، وكذلك الحال بالنسبة لباب البسملة، فقد عالج فيها الإخفاء والجهر بها والتّسمية وتركها بين السّور.
ثم يأتي ذكر باب تغليظ اللام وترقيقها في اسم الله تعالى، حيث خصّ هذا الباب باسم الله تعالى، ولم يتحدّث المؤلف عن ترقيق اللام وتفخيمها بصورة عامة كما هو الحال في كتب القراءات الأخرى التي تجعل باب ترقيق اللام موضوعا عاما قد يدخل ضمنه بحث
1 / 43