99

لم يجب ماكراسكي. وهو الآن يعمل في جريدة ما في مدينة تكساس.

رد الصاع

كان جورج ستريتر في باريس لكونه كان يأمل أن يلتقي بألفريد ديفيسون هناك وينتظر أن يحدث ذلك. كان يعلم أن ديفيسون سيمكث في باريس لمدة أسبوعين على الأقل، وكان يرغب في لقائه في شوارع تلك المدينة وليس في شوارع لندن لسبب معين.

كان ستريتر مؤلفا شابا نشرت له عدة كتب، وكان يمضي في ذلك بأفضل ما يمكن أن يتوقع منه، حتى تعثر فجأة. ولم تكن تلك العثرة بعثرة حقيقية إلا فيما يتعلق باعتداده بنفسه؛ ذلك أن تلك العثرة لم تعق مبيعات آخر كتبه، بل بدا أنها تزيدها. وكانت تلك العثرة غير متوقعة، ذلك أنه تلقى صفعة حيث كان يتوقع تربيتا. وكانت الصفعة قوية للغاية وفي محلها حتى إنها أذهلته في البداية. وبعدها أصبح غاضبا دون سبب معقول. ثم قرر أن يرد الصاع.

كان المقال النقدي الذي نشر عن كتابه في جريدة آرجوس لاذعا للغاية، وربما ما جعله يستشيط غضبا أكثر من أي شيء آخر هو أنه فطن إلى حقيقة النقد الموجه إلى كتابه رغم اعتداده بنفسه. فلو أن كتبه أقل نجاحا، أو لو أنه وافد جديد في معترك الكتاب والمؤلفين، فلربما أعطى نفسه فرصة الاستفادة من الضربات الشديدة الموجهة إليه من قبل جريدة آرجوس. ولربما تذكر أن الشاعر تينيسون أزال من إصداراته اللاحقة كل أوجه الخلل والقصور التي أشار إليها كريستوفر نورث المبتذل، رغم أن تينيسون قد رد الصاع إلى كريستوفر حين نعته بأنه قديم الطراز وفظ ومبتذل.

قرر ستريتر أن يرد الصاع بشيء ملموس أكثر من مجرد بيت شعر ساخر. وقد أقر - حتى أمام نفسه - أن للناقد كل الحق أن ينتقد الأعمال الأدبية؛ فتلك هي مهمته، لكنه تذرع بأن الرجل الذي يتظاهر بأنه صديق المؤلف ويمدح كتبه أمامه ليس له أدنى حق في أن يجيء من وراء ظهره ويكتب عنه مقالا نقديا لاذعا كالذي ظهر في جريدة آرجوس؛ ذلك أن ستريتر علم أن ألفريد ديفيسون قد كتب النقد المنشور في جريدة آرجوس وأنه يدعي بأنه صديقه، كما ادعى أنه يكن إعجابا شديدا لما يؤلف ستريتر من كتب.

وبينما كان ستريتر يسير في شارع دي إيتاليانز، رأى الرجل الذي كان يأمل أن يلتقيه جالسا أمام أحد المقاهي؛ وبالإضافة إلى ذلك، كان مسرورا حين وجد أن الرجل جالس مع أحد أصدقائه. التقت أعينهما، فكان التعارف بين المؤلف والكاتب متبادلا.

قال ديفيسون: «مرحبا يا ستريتر. متى وصلت إلى هنا؟»

أجابه ستريتر: «غادرت لندن البارحة.»

قال ديفيسون بنبرة ودية: «اجلس إذن وتناول شيئا معنا.» ثم تابع حديثه قائلا: «هذا صديقي هارمون يا ستريتر. إنه منفي ويقيم في باريس؛ ومن ثم فإنه يحب أن يلتقي ببني جلدته.»

ناپیژندل شوی مخ