92

فرددها الشاب للتأكيد عليها قائلا: «زوجتي. إنهم يقولون أيها الحداد إنك رجل قوي، وأنا أعرف أنك رجل صارم، لكنني أشك في قوتك. تعال واختبر قوتك.»

اندفع الرجل العجوز نحوه، فأمسك به الملاكم من مرفقيه فأصبح الرجل عاجزا في يده وكأنه طفل. ودفع الملاكم الرجل إلى الحائط وضم مرفقيه معا وأمسك بهما بإحدى يديه العملاقتين. ثم وضع يده الأخرى على كتف الحداد وحمل عليه بوزنه كله فجثا الحداد على ركبتيه عاجزا لا يملك سوى السباب.

صاح الملاكم به وهو ينحني عليه: «والآن، أيها الآثم القاسي، استجد ابنتك وأنت على ركبتيك من أجل أن تحظى بملاذ لهذه الليلة في المنزل. استجدها وإلا فسأسحق وجهك الجبان في الأرض.»

تعلقت الفتاة بذراع زوجها الجذاب وتوسلت إليه ألا يؤذي والدها. «لن أوذيه إذا ما تحدث. وإذا نطقت شفتاه بشيء من السباب، فسأجعل شفتيه تقبلان الأرض من تحته. تحدث أيها الحداد: ماذا لديك لتقول؟»

قال الرجل المهزوم: «أرجو أن تؤويني في المنزل الليلة.»

فأطلق الملاكم سراحه في الحال.

وقال: «اخلد إلى النوم.» فانسل العجوز مبتعدا.

قال آيبل ترينشن فاتحا ذراعيه: «يا زوجتي، لقد قطعت الطريق كله من لندن إليك. لم أكن أعرف حينها لم توجهت إلى الشمال، لكنني أعرف الآن أن هناك من هو أكثر حكمة مني وأنه قاد خطواتي إلى هنا. وبقدر ما يعد الرجل الضال، فإني أعدك أنك لن تندمي أبدا على خروجك الليلة في هذه العاصفة.»

مداهمة ميليش

تختلف بعض الجرائد عن غيرها. وإحدى الخصال الغريبة بشأن جريدة آرجوس هو وتيرة تغير الرجال فيها. كان رئيسو التحرير يأتون من أجل إحداث ثورة في العالم وبالتبعية في جريدة آرجوس، لكنهم كانوا يختفون ويفسحون المجال لغيرهم الذين اختفوا أيضا بدورهم. ولم يكن الصحفيون في ذلك الجزء من البلاد ليظنوا في أنفسهم أنهم أصبحوا كاملي الأهلية إلا حين يحصلون على منصب رئيس تحرير في جريدة آرجوس. وإذا سألت عن رئيس تحرير جريدة آرجوس، فالإجابة تكون على الأرجح: «في الواقع، كان فلان هو رئيس التحرير صباح اليوم. لكنني لا أعرف من أصبح رئيس التحرير في الظهيرة.»

ناپیژندل شوی مخ