د مسیح بل څېره: د عیسی له یهودیت سره دریځ – د غنوصیت پیل
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
ژانرونه
يبتدئ النص بالمقدمة التالية: «هذه تعاليم المخلص، ووحيه بخصوص الأسرار والمسائل الخفية وراء حجاب الصمت، وكل ما نقله إلى تلميذه يوحنا.
فلقد حدث في أحد الأيام (بعد صلب المخلص) أن يوحنا أخا يعقوب، وهما ابنا زبدي، صعد إلى الهيكل، فاقترب منه فريسي اسمه أريمانيوس، وقال له: أين هو معلمك الذي سرت وراءه؟ فقال يوحنا: لقد عاد إلى المكان الذي جاء منه، فقال الفريسي: لقد خدعكم هذا الناصري، وملأ آذانكم بالأكاذيب، وقسى قلوبكم، وحرفكم عن سنة آبائكم، عندما سمعت، أنا يوحنا، هذه الأقوال، توليت عن الهيكل ومضيت إلى الجبل، فانتجعت مكانا قفرا، وقد انتابتني كآبة عميقة، قلت في نفسي: كيف تم اختيار المخلص، ولماذا أرسله أبوه إلى العالم، ومن أبوه الذي أرسله وما طبيعة المكان الذي سنئول إليه؟ لقد قال لنا بأن ذلك المكان هو نسخة عن فلك الصمدية، دون أن يطلعنا على المزيد بخصوصه.
وبينما أنا على هذه الحال أتأمل في هذه المسائل، اهتزت الأرض وانشقت السماء، وشع نور ليس من هذا العالم أضاء كل شيء، فخفت وسقطت على الأرض، ثم تراءى لي في النور طفل واقف أمامي، وفيما أنا ناظر إليه تحول شكله إلى رجل عجوز، ثم تبدى لي في هيئة خادم، لم يكن أمامي عدة أشكال، وإنما شكل واحد بهيئات مختلفة تشف في النور من خلال بعضها بعضا، ثم سمعت صوتا صادرا عنه يقول: يوحنا، لماذا تشك ولماذا تخاف؟ أليس الذي تراه أمامك معروفا لك؟ لا تكن قليل الإيمان، فأنا معك دائما، أنا الأب وأنا الأم وأنا الابن، أنا الموجود السرمدي، جئت لأكشف لك حقيقة ما هو كائن، وما كان، والذي سيكون، فتعرف ما هو ظاهر للأعين، وما هو خاف عنها، وأطلعك على سر الإنسان الكامل، فارفع وجهك واسمع وتعلم ما أقوله لك اليوم لكي تنقله لأترابك من سلالة الإنسان الكامل القادرين على الفهم، وعندما سألت أن أتعلم، قال لي:
الروح كمال قائم بذاته، لا يحكم فوقه أحد، إنه الله الحقيقي أبو الجميع، الروح القدس الخفي الذي يهيمن على الكل، الواحد الموجود بصمديته، القائم بنوره، الذي لا تدركه الأبصار، الروح ليس إلها أو كائنا له صفات وخصائص محددة، بل هو أكثر من مجرد إله، هو البداية التي لم تسبقها بداية، ولم يكن لأحد وجود قبله ليحتاج إليه، الروح لا يحتاج الحياة لأنه سرمدي، ولا يطلب شيئا سواه لعدم وجود نقص فيه يتطلب التكميل، إنه وراء الكمال، إنه النور، بلا حدود ولا أبعاد، لعدم وجود شيء قبله يحدده ويقيس أبعاده، خفي لأن أحدا لم يره، قيوم وموجود أبدا، بلا أوصاف لأن أحدا لم يفهم كنهه فيصفه، بلا اسم لعدم وجود أحد قبله يطلق عليه الاسم، ليس واسعا وليس ضيقا، ليس كبيرا وليس صغيرا، ليس ماديا وليس معنويا، ليس كما وليس كيفا، ليس كيانا وليس بغير كيان، ليس زمنيا لأنه وراء الزمان، ليس موجودا لأنه وراء الوجود، قائم في نفسه ولنفسه.»
بعد ذلك يتابع الصوت تعليم يوحنا، فيشرح له كيفية صدور أفلاك القوى الروحانية (الأيونات) عن منبع النور الأسمى، كانت «الفكرة الأولى» أول الأيونات في الصدور، وتدعى باربيللو تلاها «المعرفة الأولى» ثم «الصمدية» (
Imperishability ) ثم «الحياة الخالدة» ثم «الحقيقة»، هذه هي أفلاك القوى الروحانية الخمس الأولى، والتي كانت مذكرة ومؤنثة في آن واحد.
ثم إن باربيللو، الفكرة الأولى، نظرت إلى أعماق النور العظيم، فحملت وأنجبت شرارة نور هي المولود البكر والابن الوحيد للنور الأعظم، المسيح المعمد بطيبة الروح الخفي الأعظم، فجعل سيدا لاثني عشر فلك قوة تتالت في الظهور، وصولا إلى الفك الأخير المدعو «صوفيا»، التي أقامت عند الأطراف البعيدة لعالم الأنوار الأعلى، ولقد ألحت على صوفيا رغبة عارمة في أن تعطي الميلاد لكائن يشبهها، ولكن رغبتها تلك لم تحظ بموافقة شريكها ولا بمباركة الروح الأعلى، ومع ذلك فإن رغبتها استعرت حتى شعت نحو الخارج، وأعطت الميلاد لكائن جهيض أشبه بالمسخ؛ لأنه ولد من دون موافقة الأب وتعاونه، فكان له شكل خليط من أسد وأفعى وعينان جمرتان من نار، فلما رأته صوفيا ذعرت وأبعدته عنها، ودعت اسمه «يلدابوث» وهذه الكلمة آرامية وتعني «منجب الجند »، هي تعادل لقب يهوه المتكرر في العهد القديم، وهو «رب الجنود» (راجع على سبيل المثال صموئيل الأول 4: 4، وصموئيل الثاني 6: 2). والجند هنا هم جند السماء، أي الكواكب، ولا صلة لهم بجند الجيوش العسكرية، ولكي لا يراه أحد من أهل الملأ الأعلى، صنعت صوفيا ليلدابوث عرشا وأخفته عن الأعين داخل سحابة من نور، فكان أول الأراكنة.
لقد ورث يلدابوث عن أمه قوة عظيمة، كما دخل في تكوينه بعض من نور الأعالي أيضا، ولكنه شعر بالقوة التي ورثها ولم يشعر بما فيه من نور، فخرج من المكان الذي أودعته فيه صوفيا، وصنع لنفسه فلكا ناريا أقام فيه ، فكان هذا الفلك أعلى طبقات العالم المادي الكثيف الذي سيظهر فيما بعد عن ظلمات جهل الأركون الأعظم. ثم إن يلدابوث دعا اثني عشر فلك قوة مادية إلى الظهور، سبعة أراكنة لحكم السموات وهي الكواكب السيارة، وخمسة أراكنة لحكم أعماق الجحيم، وأعطاها من قوته، ولكنه لم يعطهم مما فيه من نور لأنه جاهل به، ثم جعل لكل أركون طبقة من قوى الظلام لخدمته، تحتها طبقة أخرى، وتابع تنظيم هذه المراتبية «الملائكية» حتى بلغ أفرادها ثلاثمائة وستين قوة.
عندما نظر إله الجند إلى ما خلق من أفلاك قوة مادية، وإلى حشد الملائكة التي تأتمر بأمره، قال لهم: «أنا الرب ولا إله غيري، إله غيور.» وهو التعبير الذي استخدمه يهوه التوراتي في أكثر من موضع في العهد القديم: «لأني أنا الرب إلهك، إله غيور» (سفر الخروج 20: 5)، وأيضا: «لأن الرب اسمه غيور، إله غيور هو» (سفر الخروج 34: 14)، وأيضا: «لأن الرب إلهك نار آكلة، إنه غيور» (سفر التثنية 4: 24). وهنا يعقب نص منحول يوحنا على صرخة يهوه هذه بقوله إنها قد أوحت للأراكنة بوجود إله آخر؛ لأنه إذا لم يكن لإله آخر من وجود، فممن يغار إلههم إذا؟ بعد ذلك جاءه صوت من الأعالي قائلا: «أنت مخطئ يا سمائل (= الأعمى، أو إله العميان)؛ لأن إنسانا كاملا ومستنيرا قد وجد قبلك، ولسوف يأتي ويحل في جسد، فيحطم مملكتك كما تحطم الجرة الفخارية، ويحيل كل نقص إلى كمال.» ولم يعرف يلدابوث مصدر الصوت فظنه صادرا عن أمه صوفيا، التي لم يعتقد بوجود أحد فوقه غيرها. في هذه الأثناء كانت صوفيا تروح جيئة وذهابا عند الأطراف السفلية للعالم الروحاني الأعلى، بعد أن شعرت بخطيئتها وذنبها (إشارة إلى نص سفر التكوين 1: 2، حيث نقرأ: وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف فوق وجه المياه). راحت صوفيا تصلي للأب النوراني الأعلى، وتعرب عن ندمها وتوبتها، فاستجاب لها ولكنه لم يسمح لها بالعودة إلى فلكها، بل وضعها في مكان وسيط بين عالم الروح وعالم المادة، إلى أن تصحح نقصها وتستعيد كمالها.
ثم إن يلدابوث شرع بصنع السموات والأرض بكلمته الخالقة وبالقوة التي ورثها عن أمه، وبعد اكتمال عملية الخلق أطل الأب النوراني الأعلى في صورة الإنسان الكامل، فانعكس خياله على صفحة الماء، لما رأى الأركون الأعظم الصورة الإلهية مطبوعة على الماء لم يعرف مصدرها، ولكنه أعجب بها أشد الإعجاب، فدعا الأراكنة وقال لهم: «هلم نصنع الإنسان على الصورة التي رأيناها، ليخدمنا على الأرض» (إشارة إلى ما ورد في سفر التكوين 1: 26، حيث نقرأ: وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا)، وهكذا ابتدأ الأركون الأعظم ومساعدوه بصنع الكيان النفسي للإنسان، فصنعوا النفس العظمية، فالنفس اللحمية، فالنفس النخاعية، فالنفس الدموية، وشكلوا الأعضاء عضوا عضوا، وجمعوها إلى بعضها، حتى اكتمل الجسد على الهيئة التي تراءت لهم، فدعوا اسمه آدم، ولكن الهيئة بقيت مسجاة على الأرض بلا حراك؛ لأن آدم الذي صنعوه كان نفسا تفتقد إلى الروح، ولكن صوفيا التي كانت راغبة في استرجاع قوة الروح التي استمدها منها يلدابوث، تدخلت لدى الأب الأعلى ليمد يد العون إلى آدم، فأوحى الأب إلى يلدابوث، أن ينفخ في أنف آدم من روحه التي أخذها من أمه، فلما فعل انتقل النور الذي لم يكن يشعر به إلى آدم فصار نفسا حية، وبسبب النور الذي شع في داخله لن يكون آدم خاضعا كلية لسلطة حكام هذا العالم.
ناپیژندل شوی مخ