د مسیح بل څېره: د عیسی له یهودیت سره دریځ – د غنوصیت پیل
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
ژانرونه
ولكن كنيسة الختان لم تكن، في الواقع، الخصم الأقوى شكيمة للكنيسة القويمة، فخلال الفترة الانتقالية من القرن الأول إلى القرن الثاني الميلادي، وهي الفترة التي كتب خلالها إنجيل لوقا (نحو سنة 90م)، وإنجيل يوحنا (نحو 110م)، بدأت بالظهور، في سورية ومصر، حركة مسيحية راديكالية عارضت كلتا الكنيستين، هي الحركة الغنوصية التي اتخذت نحو أواسط القرن الثاني الميلادي شكل كنيسة غير منمطة عقائديا وغير منظمة مراتبيا ، وإذا كانت الكنيسة القويمة قد فصلت نفسها بشكل غير جذري عن المسيحية اليهودية، فإن المسيحية الغنوصية التي اعتبرت نفسها الممثل الحقيقي للدين العالمي الجديد، لم تكتف بالإعلان عن استقلالها عن اليهودية، بل وأظهرت العداء لكل الميراث التوراتي وتصوراته عن الألوهية والإنسان والعالم، وفي مقابل الأناجيل التي تداولتها الكنيسة القويمة، فقد أنتج الغنوصيون أناجيلهم الخاصة التي قالوا باعتمادها على فهمهم الأصيل لتعاليم يسوع المبثوثة في أناجيل القويمين، وعلى تعاليم أخرى له سرية بثها في تلاميذه، وعلى تعاليم بولس التي بثها في رسائلها المعروفة، وتعاليم أخرى سرية له ولرسل آخرين، وصلت إليهم عن طريق التداول الشفهي، وفي هذا يقول المعلم الغنوصي بتولمايوس (الذي كان رئيسا للمدرسة الغنوصية في إيطاليا نحو عام 160م) في إحدى رسائله: «إننا تلقينا أيضا تعاليم رسولية عبر سلسلة من المعلمين، تحتوي ملاحق سرية لمجموعة أقوال يسوع المعروفة.»
1
إضافة إلى تعاليم يسوع السرية التي بثها في نخبة من تلاميذه خلال حياته، يقول الغنوصيون بأن يسوع قد تابع اتصاله بالمختارين من تلامذته بعد صلبه وقيامه، وذلك عن طريق الرؤى الذهنية، وهم يستشهدون بالرؤيا التي حصلت لبولس وهو على طريق دمشق، عندما كان يهوديا متعصبا، وموكلا من قبل المجمع اليهودي بملاحقة اليهود المتحولين إلى المسيحية (أعمال الرسل: 9)، كما يستشهدون برؤيا أخرى له عندما صعد إلى السماء في حالة انخطاف روحي، حيث رأى وسمع ما لا يمكن التلفظ به، وقد تحدث بولس عن تجربته هذه مستخدما الضمير الثالث عندما قال في رسالته الثانية إلى أهالي كورنثة 12: 2-4: «أعرف رجلا اختطف إلى السماء الثالثة منذ أربع عشرة سنة، أبجسده؟ لا أعلم، أم بغير جسده؟ لا أعلم، الله أعلم وإنما أعلم هذا الرجل اختطف إلى الفردوس ... وسمع كلمات لا تلفظ ولا يحل لإنسان أن يذكرها.»
وكما تلقى بولس تعاليم خفية من الملأ الأعلى، كذلك يدعي المعلمون الغنوصيون تلقيهم حكمة خفية من يسوع الحي، وهنا تلعب شخصية يسوع الروحاني، لا يسوع الناصري، دورا مركزيا في تعاليمهم، فهم بدلا من رواية قصة يسوع من الميلاد إلى الصلب ، على الطريقة التقليدية، فإن أناجيلهم تبدأ من حيث تنتهي الأناجيل الأربعة، أي منذ ظهور المسيح الروحاني لتلامذته بعد حادثة الصلب ، ففي كتاب يوحنا السري (أو منحول يوحنا) يبدأ الكاتب بوصف حالة الحزن والخوف والإحباط، التي انتابت تلاميذ يسوع بعد أن أسلم إلى الصلب، وكيف مضى يوحنا وحيدا إلى جبل الزيتون يتداول في رأسه عددا من الأسئلة المحيرة، عند ذلك، انفتحت السماء وأضاءت الدنيا بنور ليس من هذا العالم، واهتز الكون، ثم أتاه صوت يقول: «يوحنا، لماذا تشك؟ لا تكن قليل الإيمان، إني معك.» يلي ذلك حوار بين يوحنا والمسيح يوضح له فيه أهم المسائل التي خفيت عليهم، حول أصل الكون والإنسان، والشر، وطبيعة الخلاص،
2
ويبتدئ إنجيل فيليب بالطريقة نفسها، فبعد صلب يسوع يلجأ التلاميذ إلى جبل الزيتون يصلون، عندما شع نور أضاء الجبل وناداهم صوت قائلا: «أنصتوا، أنا يسوع المسيح، الباقي معكم دوما.» يلي ذلك حوار يفضي لهم المسيح من خلاله بالأسرار التي كانت خافية عليهم،
3
وفي نص «حوار المخلص» يتكرر مشهد التلاميذ وقد لجئوا إلى جبل الزيتون بعد الصلب، فتجلى لهم المخلص لا في هيئته الأرضية التي عرفوها، بل في هيئة أشبه بملاك نور، وأخذ يعلمهم أسرار الخطة الإلهية للعالم ومصيره.
4
هذا النوع من التواصل المباشر مع الإلهي لا يقتصر على الرسل والتلاميذ، والغنوصيون يعتقدون أن كل من تلقى (الروح) يستطيع التواصل مع الإلهي دون واسطة، يقول المعلم الغنوصي هيركاليون: «يؤمن الناس بناء على شهادة الآخرين أولا، ثم يأتي وقت يستمدون إيمانهم فيه من الحقيقة نفسها.»
ناپیژندل شوی مخ